إذا كان الجميع قد لاحظ السياسة الجديدة المنتهجة في إعداد المواضيع والتحقيقات في مختلف النشرات الإخبارية على التلفزيون الجزائري، وهي السياسة التي باتت تعطي الأولوية لكشف الحقائق بدون مواربة ولا تزويق، وذكر النقائص الموجودة دون تقزيم أو تزييف، فإن ما يجهله كثيرون هو أن هذا التغيير الكبير لم يكن محض صدفة أو من اجتهاد مسؤولي التلقزيون الجزائري، وإنما هو تنفيذ لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أمر وزير الاتصال ناصر مهل، خلال جلسة الاستماع والتقييم الرمضانية بنقل الانشغالات الحقيقية للمواطن، وعدم "تغطية شمس الحقيقة بغربال الوهم"، وهو ما أكده ناصر مهل للصحفيين يوم الخميس، على هامش جلسة برلمانية، مزيلا بذلك "اللبس" حول مصدر التغيير التلفزيوني، من بعد أن دأب المشاهد الجزائري طيلة السنوات الماضية على تجرع تحقيات وروبورتاجات على المقاس توحي بأن "كل شيء على ما يرام في البلاد". للإشارة فإن التوجه الجديد للتلفزيون أثار ارتياحا واسعا بين مختلف شرائح المجتمع، وبات كثيرون يتسمرون أمام "صندوق العجب" لمشاهدة التحقيقات الجريئة جدا التي تقدما نشرة الثامنة..