شرع المئات من الفايسبوكيين في إطلاق حملتهم من أجل مناهضة الاحتفال بانتهاء السنة الميلادية التي تشارف على الانقضاء وغرضهم في ذلك توعية المسلمين في كامل البقاع بالابتعاد عن تلك المناسبة التي لا تعنيهم وهي خاصة بالنصارى الذين يمانعون ويناهضون مظاهر الاحتفالات الإسلامية، وليس من اللائق مشاركتهم في أعيادهم من طرف بعض المسلمين. نسيمة خباجة اعتاد بعض الجزائريين على عيش أجواء الليلة الأخيرة من السنة الميلادية، ولا ننفي تأثر البعض بتلك الاحتفالات والأجواء، وعلى الرغم من إلغائهم بعض الطقوس إلا أن تلك السلوكات التي يروها عفوية وبسيطة نجدهم قد تضامنوا عبر مظاهرها مع النصارى في احتفالاتهم. الأمر الذي دفع بعض أصدقاء الفايسبوك الغيورين على دينهم الإسلامي الحنيف إلى التذكير بالابتعاد عن تلك السلوكات الخاطئة، فالرسول عليه الصلاة والسلام أمرنا بمخالفة اليهود والنصارى في أعرافهم وعاداتهم حتى أنهم يمقتون الإسلام والمسلمين عل الرغم من مظاهر التعايش التي تحمل الكثير من النوايا السيئة في عمقها. ووجدت تلك الصور التي ظهرت عبر صفحات الفايسبوك والتي تهدف في مجملها إلى مقاطعة أعياد اليهود والنصارى تضامنا من طرف الكثيرين الذين رحبوا بتلك الفكرة التي تدخل من باب التوعية والإرشاد وتربية سلوك المسلمين بعد أن لحقتهم وعابت دينهم بعض الشوائب المدمرة على غرار احتفالات نهاية السنة كاحتفالات مبتدعة صارت تزور الكثير من البلدان الإسلامية وتكتنفها الكثير من الأمور المشبوهة، إذ يصل الأمر حتى إلى إتيان المحرمات وشرب الخمور والعياذ بالله عبر الملاهي التي تفتح أبوابها إلى هواة الاحتفال بنهاية السنة الميلادية فهي ليلة للفجور والمجون بكل معانيهما. ولا ننفي زيارة بعض تلك المظاهر إلى مجتمعنا ذلك ما يظهر من إغراق الطاولات التجارية بأنواع من الشكولاطة تمهيدا للاحتفال، ونجد أن البعض يقبلون عليها من باب إدخال الفرحة على قلوب الأبناء إلا أن تلك الأمور فيها نوع من المشاركة لأعياد المسيح من دون أن ننسى إطلاق الدعوات عبر الأنترنت وحتى توزيع قصاصات ورقية لأجل التشهير بالحفلات الليلية عبر الفنادق والمطاعم الراقية التي يتلهف عليها البعض ويدفعون بل يهدرون فيها الملايين لأجل قضاء تلك الليلة في المجون والأفعال الفاضحة بدل إنفاقها في وجه الله على المعوزين والمحتاجين الذين نهك قواهم البؤس والشقاء. فهو احتفال تميزه الكثير من المظاهر المخزية كونه يبتعد عن الأعياد الإسلامية ولا يخص المسلمين أصلا، إلا أن التأثير الحاصل دفع البعض إلى الاحتفال وعيش أجواء ذلك اليوم فيما امتنع آخرون عن الاحتفال. وهو ما وضحه لنا بعض المواطنين تزامنا مع إطلاق الحملة الفايسبوكية التي تناهض الاحتفالات واعتبرها البعض خطوة حميدة تجمع الآلاف من الأصدقاء العرب عبر البلاد الإسلامية للوقوف وقفة واحدة من أجل منع الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية التي لا علاقة لها بنا لا من قريب ولا من بعيد، عائشة طالبة عبرت بالقول أنها بالفعل لمحت تلك الشعارات المناهضة للاحتفال عبر صفحتها في الفايسبوك ولم تتوان على نشرها وإرسالها إلى كافة أصدقائها عبر الفايسبوك بغرض التوعية والإرشاد وإصلاح الشوائب التي باتت تطارد الدين الإسلامي الحنيف، وأضافت أنها تناهض الاحتفال وذلك اليوم يمر عليها كسائر الأيام لاسيما وأنها غيورة جدا على دينها ولا ترضى بالمظاهر التي تسوء إليه. أما الشاب مروان فقال إن ما نجده في الفايسبوك لا تعكسه المظاهر التي نراها من حولنا، بحيث شرعت مختلف الطاولات في عرض أنواع الشكولاطة التي اتخذت أشكالا متنوعة وهي تعد كرمز للاحتفال برأس السنة الميلادية من دون أن ننسى أشجار الميلاد التي ظهرت ببعض واجهات المحلات بالمقاطعات الراقية وكذلك عبارات سنة سعيدة التي كتبت هي الأخرى على الواجهات الزجاجية للمحلات، فهي كلها مظاهر تحيط بنا وتشجع على الاحتفال مما أثر على العقول والذهنيات. سيدة أخرى سألناها عن الاحتفال فقالت إنها لا تنفي شراء بعض أنواع الحلويات لأبنائها الصغار فهي تتأثر بما يدور من حولها والضجة التي تميز الأسواق في هذه الآونة وإقبال الكل على تلك السلع يدفعها إلى الشراء لكنها لا تؤمن بذلك العيد وترى أنه عيد خاص بالنصارى ويبعد عن المسلمين.