تشهد العيادة المتعدّدة الخدمات للمؤسسة العمومية للصحّة الجوارية بتوفريت بالشلف تحسّنا كبيرا، حيث تمّ تدعيمها بعدّة مرافق وعتاد طبّي من الطراز الرّفيع، وقد لقي هذا الأمر استحسانا كبيرا لدى مواطني المنطقة المعزولة التي تفصلها مسافة 80 كيلومترا عن مقرّ الولاية. لتسليط الضوء على هذه العيادة التي تنطبق عليها مقولة (يوجد في النّهر ما لا يوجد في البحر) من ناحية الرعاية الصحّية مقارنة بالمستشفيات الكبرى قمنا بجولة إلى العيادة التي سمعنا عنها الكثير، سواء من ناحية الخدمات الجليلة المقدّمة من طرف الطاقم البشري الذي يتفانى في تقديم خدمات حسنة للمريض أو من ناحية تدعيم العيادة بمختلف التجهيزات والعتاد الطبّي، حيث بدأت هذه المؤسسة العمومية للصحّة الجوارية بتوفريت دائرة عين أمران تخرج من النفق المظلم والعزلة والمشاكل التي كانت تتخبّط فيها في سنوات ماضية، سيّما في سنوات العشرية السوداء وذلك بصفة نهائية وهذا بعد توفير المنشآت الصحّية والأجهزة والعتاد الطبّي الذي تعزّزت به لتصبح العيادة الوحيدة على مستوى ولاية الشلف التي أصبح يضرب بها المثل في تقديم أحسن الخدمات للمريض ومن كلّ الجوانب. للإشارة، فإن هذه العيادة تستقبل مرضى أزيد من 6 دواوير، على غرار بوهني، الزنايتية، الفندق والبلديات المجاورة وحتى من خارج الولاية، خصوصا أثناء أزمة لقحات الأطفال، وفي الوقت الذي كانت تعاني فيه أغلب القطاعات من نقص بعض التلقيحات كانت متوفّرة في عيادة المصدق. وليست هذه هي الخدمة الوحيدة التي تقدّمها هذه العيادة للمرضى خارج البلدية، بل تتكفّل برعاية أيّ مريض يقصد العيادة حتى ولو كان من خارج الولاية، كما حدث خلال الأسابيع الأخيرة مع التلقيح، حيث قدّمت الخدمة للعديد من المواطنين من ولاية عين الدفلى، الخميس والشلف. وفي هذا المجال يقول السيّد بويجري عبد القادر مراقب المصالح الطبّية إن التدعيم بالأدوية والأجهزة كان من طرف القائمين على شؤون الصحّة الجوارية لإدارة عين مران على التغطية الكاملة، سواء فيما يخص المستلزمات الطبّية أو حتى البشرية، حيث تعمل هذه الأخيرة على قدم وساق لتحسين ظروف العمل في العيادة المذكورة. وسبق أن كانت إدارة التنس تسعى بمجهودات جبّارة للتكفّل التام بالعيادة ولم ينته التدعيم عند المصالح المختصّة فقط بهذا القطاع، بل تضاف إليها مساعي ومساعدات مقدّمة من طرف رئيس بلدية المصدق السيّد تركي معمر الذي يتدخّل في أيّ وقت تواجه فيه المصلحة مشكل انسداد الأنابيب مثلا أو أيّ نقص يتكفّل بتغطيته، فضلا عن المبادرة الطيّبة التي قام بها وهي إنشاء مصلحة استعجالات من ميزانية البلدية، والتي طالما كانت من أهمّ مطالب المواطنين بالمنطقة ليقوم هذا الأخير بتجسيد حلم عشرات السكان، والتي كان من المفترض أن تتكفّل المصالح المعنية بإنشائها. ولم تتوقّف مساعدات هذا الأخير عند هذا الحدّ، بل دعّم العيادة بعدد كبير من العمّال، سيّما طاقم التنظيف. بالإضافة إلى هذه المنشآت تتوفّر العيادة على قاعة علاج ومصلحة الأمومة والطفولة مجهّزة بكلّ الإمكانيات البشرية والطبّية، علما بأنه بعد وضع الحامل مولودها يتقدّم مسؤول العيادة بويجري بتقديم هدايا للمولود، بالإضافة إلى فتح مكتب علم النفس تشرف عليه أخصّائية نفسانية، وكذا مخبر تحاليل مجهّز بكلّ العتاد والآلات الحديثة، وكذا مصلحة الوقاية تشرف عليها السيّدة بن داشة فاطمة مختصّة في حفظ الصحّة والكلّ واقف على قدم وساق من أجل تقديم العناية الكاملة للمرضى في المنطقة المعزولة.