دعا الوزير الأوّل عبد المالك سلال أمس الأربعاء خلال زيارته التفقّدية لولاية برج بوعريريج التي تدخل في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية المسؤولين المحلّيين المعنيين بقطاع الاستثمار إلى التصرّف فيما يتعلّق بالاستثمارات وفق مقاربة اقتصادية وليس إدارية، وهي رسالة واضحة من الوزير الأوّل لتحرير الاستثمار من البيروقراطية. أعطى سلال تعليمات إلى المسؤولين المحلّيين على هامش تشغيل وحدة لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية لمؤسسة (كوندور إلكترونيكس) بالمنطقة الصناعية بمشتة (فاطمة) تقضي (بإيجاد تجزئة أرضية لكلّ استثمار دون تمييز بين القطاعات أو النشاطات) أن الرهان يتمثّل في استحداث مناصب عمل ودفع التنمية. وشدّد الوزير الأوّل موجّها كلامه إلى السلطات المحلّية قائلا: (قوموا إذا ما تطلّب الأمر بتوسعة المناطق الصناعية ومناطق النشاطات، لكن لا ترفضوا الاستثمارات). وخلال عرض قدّم بالمناسبة حول نشاطات لجنة المساعدة على تحديد الموقع وترقية الاستثمارات وضبط العقّار تمّ التأكيد على أن 72 بالمائة من المشاريع التي صودق عليها سنة 2013 من طرف هذه اللّجنة تخص قطاع الصناعة، كما تمّت الإشارة خلال هذا العرض إلى أن 8 وحدات صناعية شرعت في الإنتاج في نفس الفترة. وأشار المسؤولون المحلّيون عن القطاع أيضا إلى مشروع لاستحداث قطب صيدلاني بهذه الولاية، مذكّرين بأن سلطات الولاية أبدت موافقتها لإنشاء سبع مناطق جديدة للنشاطات مع تفضيل استحداثها ببلديات فقيرة من حيث الموارد الاقتصادية على غرار المنصورة. قبل ذلك قام السيّد عبد المالك سلال بإعطاء إشارة دخول وحدة إنتاج ألواح الطاقة الشمسية الخدمة أنشأتها وجّهزتها مؤسسة (كوندور إلكترونيكس). وكشف صاحب مؤسسة (كوندور إلكترونيكس) في عرض قدّم خلاله مجموعة منتجات تصنعها مؤسسته عن مشروع آخر لمركّب يختصّ في إنتاج أجهزة التبريد (في طور البناء) بكلفة 6 ملايير دج بشراكة مع مؤسسة أجنبية. وأشرف الوزير الأوّل في نفس المنطقة الصناعية كذلك على تشغيل وحدة لصناعة الكتامة الخاصّة بالسدود ومراكز الردم التقني للنفايات أنجزتها المؤسسة الجزائرية ذات المسؤولية المحدودة (جيوممبران مشري). وتفقّد الوزير الأوّل عند وصوله إلى ولاية برج بوعريريج مشروع الميناء الجافّ الواقع ببلدية تكستار، وبعدها استفسر عن مدى تقدّم هذه الورشة التي سجّل مشروعها في 2013 بتكلفة مالية بأكثر من 47ر3 مليار دج. وشدّد الوزير الأوّل في هذا الصدد على ضرورة التفكير في المستقبل في توسعة هذه المنطقة، مذكّرا بالاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى زيادة الأقطاب اللوجيستيكية التي تمكّن من تخفيف الضغط على موانئ البلاد وإعطاء دفع للتنمية الاجتماعية الاقتصادية بالمناطق. كما ألحّ سلال على المسؤولين المعنيين بالقول: (لابد من الإسراع في مباشرة مختلف توسّعات الأجزاء الواجب إنجازها ضمن هذا المشروع واستكمالها في نفس الوقت). واستنادا إلى الشروح التي قدّمت للوزير الأوّل في عين المكان فإن هذا المشروع الذي انطلق في أوت 2013 سيستكمل نهائيا في آجال تعاقدية حدّدت في فيفري 2015. من جهة أخرى، دشّن الوزير الأوّل المؤسسة الاستشفائية المتخصّصة للأمّ والطفل بعد أن خضعت لأشغال إعادة تأهيل بغلاف مالي بقيمة 100 مليون دج تتوفّر حاليا بعد إعادة تنظيم فضاءاتها على 90 سريرا. ودعا سلال بالمناسبة إلى تعزيز هذه المؤسسة فيما يتعلّق بالتأطير، وكذا جميع الهياكل الاستشفائية الأخرى عبر ولاية برج بوعريريج، خاصّة وأن هذه الأخيرة ستصبح تتوفّر عمّا قريب على مدرسة للتكوين في شبه الطبّي (وهو مشروع في طور الإنجاز حاليا). كما ترأس الوزير الأوّل بجامعة (البشير الإبراهيمي) لقاء مع الإطارات والمنتخبين المحلّيين وممثّلي المجتمع المدني تمّ خلاله مناقشة الطرق والوسائل التي من شأنها أن تعطي دفعا أكثر لديناميكية التنمية بهذه الولاية.