الحاج دلالو: "الوزارة فتحت أبواب الحوار.. والإضراب غير شرعي" بات أزيد من ثمانية ملايين تلميذ رهينة ما لا يقلّ عن عشرة تنظيمات نقابية فاعلة في قطاع التربية الوطنية تقول إنها تدافع عن حقوق الأساتذة وغيرهم من مستخدمي القطاع، بينما يقول رافضون ل (نهجها) إنها تمارس الابتزاز للحصول على مزايا وامتيازات غير مبالية بمستقبل ملايين التلاميذ، ويأتي الإضراب المقرّر انطلاقه اليوم ليضع (حجرة) أخرى في (صبّاط) التلاميذ المقبلين على استحقاقات دراسية بالغة الأهمّية، منها امتحانات شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، وهو ما يدفع أولياء هذه التلاميذ إلى إطلاق صرخة استغاثة ورجاء تحت عنوان (ارحموا أبناءنا). ممّا لا شكّ فيه أن من حقّ الأساتذة وعمال قطاع التربية ومن يمثلهم المطالبة بما يرونه حقوقا، لكن المؤكّد أن للتلاميذ حقوق أيضا، ومن غير المعقول أن يبقى أزيد من 8 ملايين تلميذ في الأطوار الثلاثة معرّضون لاختلالات في دراستهم بسبب هذه الإضرابات المتتالية. وفي هذا السياق، ندّد الحاج دلالو بشير رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ المعروفة سابقا باسم (الكنفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ) بالإضراب المقرّر تنظيمه اليوم وغدا والذي من المنتظر أن يشلّ المدارس جملة وتفصيلا، وقال إنه (يمسّ باستقرار تمدرس أبنائنا وبناتنا)، مضيفا أن الإضراب في مجمله (سواء كان هذا أم آخر فإننا نرفضه رفضا قاطعا كيفما كان حاله). وقال الحاج دلالو في تصريح هاتفي ل (أخبار اليوم) إن قطاع التربية الوطنية توجد به 11 نقابة، مشيرا إلى الاجتماع الذي جمعها بوزير التربية الوطنية بابا أحمد يوم 29 ديسمبر الماضي، وأكّد أن الوزير سعى من خلاله إلى فتح باب الحوار مع النقابات بدل الإضراب الذي لا يجدي نفعا، وقال إن هذا اللّقاء أسفر عن إيجاد عدّة حلول، غير أن الحلول ما زالت عالقة لأنها تتطلّب وقتا وهي ليست مختصّة بقطاع التربية فقط، بل عدّة وزارات أخرى وحتى الحكومة. "لا وجود للعتبة هذه السنة" في هذا السياق، اعتبر رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أن الإضراب غير شرعي في هذا الوقت بذات، مشيرا إلى أن هناك مطالبا وفّرتها الوزارة أمّا البعض الآخر فهي في طريق الإنجار، على حد تعبيره، مؤكّدا أن كلّ هذه الإضرابات يعتبر التلاميذ هم الرهينة والضحّية الوحيدة في كلّ هذا، وبالأخص هؤلاء أصحاب الامتحانات المصيرية. وعن البرنامج الدراسي قال المتحدّث إنه لابد من إكمال البرنامج لمواجهة (غول) البكالوريا لأن هذه السنة لا وجود للعتبة، وفي ردّه عمّا إذا كانت الوصاية تتملّص من وعودها إزاء ما طالبت به النقابات التي تدعو إلى الإضراب قال الحاج دلالو إن أبواب الحوار مفتوحة (وأنا أشهد بذلك، ولا وجود لغلق أبواب الحوار في وجه النقابات أو الشركاء الاجتماعيين). الوزارة تسعى لتحقيق المطالب في تصريحه كشف الحاج دلالو ل (أخبار اليوم) أنه تمّ تحقيق بعض من مطالب نقابة (الإينباف)، خاصّة تلك التي تتعلّق بترقية أساتذة التعليم الابتدائي. حيث أكّد الحاج دلالو أن الوظيف العمومي لقطاع التربية قبل ترقية أساتذة الابتدائي، معتبرا هذا في حدّ ذاته مكسبا لهذه النقابة، لكنه أكّد أن هذا الأمر سيطبّق في شهري أفريل ومارس كون الإدارة الجزائرية تغلق هذه الخدمة في أواخر السنة. لكن النقابة لم تصدّق ذلك رغم أن رئيس الديوان الوطني والرئيس المركزي لتسيير الموارد البشرية قالا ل (الإينباف) إنهما مستعدّان المجلس الوطني الذي يرأسهم وتأكيد معلومة الترقية لهم، غير أن هذا لم يجد نفعا، على حد تعبير الحاج دلالو. وعن المكسب الثاني الذي تحصّلت عليه نقابة (الإينباف) قال الحاج دلالو إنه تمّ الاتّفاق مع 14 ولاية بالجنوب والهضاب العليا من أجل توفير السكنات الاجتماعية، وذلك باتّفاق ولاّة هذه الولايات على منح حصّة من السكنات بصيغة السكن الوظيفي لهذه الفئة، شرط أن لا تباع ولا تستأجر ويتمّ إعادتها فور إحالتهم على التقاعد. أمّا عن نقابة (السناباست) فذكر الحاج دلالو البشير أن الوزير بابا أحمد أكّد أنه سيتمّ إعادة النّظر في القانون في حال وجود سلبيات، مع العلم أن القانون الخاص 2008 صادقت عليه النقابة آنفة الذكر في نفس السنة، غير أن هذا القانون لم يأخذ نفس الأولوية مثل القطاعات الأخرى وتمّ تعديله في 2012. وأضاف المتحدّث أن بابا أحمد لمّا نصّب على رأس هذه الوزارة وجد أن هذا القانون قد دخل حيّز التنفيذ منذ 6 أشهر، لذا قال الوزير إنه لا يمكن تعديل القانون 3 مرّات في عامين. وفي هذا الإطار، وبخصوص طبّ العمل لنقابة (السناباست) أوضح رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أنه تمّ التوقيع على الوثيقة الخاصّة بهذا المطلب من قِبل وزير الصحّة ووزير العمل ووزير التربية، وتمّ إعطاء الموافقة على توفير طبّ العمل، بيْد أن هذا الأمر يتطلّب دراسة ووقتا كافيا لذلك. دعوة إلى التريّث والعقلانية ذكر المتحدّث أن قطاع التربية يتوفّر على 50 مدير تربية على مستوى التراب الوطني ولابد من هياكل استقبال لفحص التلاميذ، مضيفا أن أغلبهم ردّوا بالإيجاب لأن لديهم الهياكل متوفّرة وجاهزة. ومن هذا المنطلق دعا الحاج دلالو بشير إلى التريّث والعقلانية في اتّخاذ مثل هذه القرارات، معتبرا أن الثلاثي الثاني جدّ حسّاس وقصير والوقت لا يسمح بإجراء إضرابات في هذا الوقت بالذات، مشدّدا على تمسّكه بالدفاع عن حقوق التلاميذ في التمدرس (لأنهم أولادنا)، وذكر في هذا السياق أن وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد كان قد طالب سابقا بضرورة توفّر جمعية أولياء التلاميذ في كلّ مؤسسة تعليمية من أجل المساهمة في حلّ المشاكل وتفادي مثل هذه الإضرابات التي من شأنها عرقلة المسار الدراسي للتلاميذ، خاصّة منهم المقبلون على الامتحانات المصيرية.