عرفت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو الكائن مقرها في تامدة خلال اليومين الأخيرين، فوضى في أوساط الطلبة كان أبطالها أقلية من طلبة علوم الإعلام والاتصال، الذين حاولوا التأثير على طلبة ثمانية تخصصات أخرى حتى ينجحوا في الضغط على الإدارة لتتراجع عن جدولة الامتحانات المقررة ابتداء من العاشر فيفري الجاري، مقترحين بر مجتها في السادس عشر من الشهر نفسه، وإلا فإنهم سيقاطعونها. ولمعرفة حيثيات القضية حاولنا الوقوف على الوضع ميدانيا، لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تحركات بعض طلبة علوم الإعلام والاتصال لتأجيل الامتحان، فكانت تصريحات جل الطلبة الذين التقيناهم والذين ينتمون إلى عدة تخصصات أن أمر الاحتجاج لا يعنيهم، وأن جدولة امتحانات السداسي الأول تمت بالمشاورة والاتفاق مع إدارة الكلية في اجتماع اللجنة البيداغوجية. وقد أسرّ لنا بعض طلبة الإعلام والاتصال أن من يقف وراء معارضة جدولة الامتحانات في هذه الفترة، لا يمثلونهم، لأن ممثليهم معروفون لديهم ولدى الإدارة، وهؤلاء أنفسهم من حاولوا فرض منطق السنة البيضاء العام الجامعي المنصرم لأسباب تافهة، وليست من صلاحيات الجامعة بقدر ما تتصل بصلاحيات الوصاية ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حين أضربوا ثلاثة عشر أسبوعا مطالبين بفتح تخصص معين في الماستر في الإعلام، بالإضافة إلى أن بعض هؤلاء الطلبة معاقب من قبل المجلس التأديبي للجامعة، ويرفع مطالب بعيدة كل البعد عن الحياة الجامعية من قبيل رحيل رئيس القسم، ونائب عميد الكلية. وفي اتصالنا بالقائمين على الكلية، أكد مصدر من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ل (أخبار اليوم) أن الوضع عادي ووتيرة الدروس تسير وفق البرنامج المحدد، وما رصد من تحركات من قبل بعض طلبة تخصص علوم الإعلام والاتصال لا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان لا تأثير لها حتى وسط طلبة علوم الإعلام والاتصال. وقد ذكّر المصدر أن القانون واضح في جدولة الامتحانات، وأن الإدارة مخولة بالإعلام فقط، ورغم ذلك نقوم بمشاورة الطلبة عبر اللجنة البيداغوجية، ونتوصل معا إلى اختيار التوقيت اللازم تكريسا لمبدأ إشراك الطلبة في بعض القرارات المتعلقة بهم. وأضاف المصدر أن قسم العلوم الإنسانية يحوي بالإضافة إلى علوم الإعلام والاتصال ثمانية تخصصات أخرى، هي علم النفس، وعلوم التربية، وعلم الاجتماع، والأنتربولوجيا، والأرطوفوينا، والتاريخ والفلسفة، والأمور البيداغوجية تسير وفق وتيرتها العادية. واستغل المتحدث الفرصة لتنبيه وسائل الإعلام إلى ضرورة التحري في نشر المعلومات عن الحياة الجامعية، والاستماع إلى كل الأطراف في مختلف القضايا المستجدة، لاسيما وأن بعض طلبة الإعلام المقبلين على التخرج، يستغلون التربصات الميدانية في بعض الجرائد لنشر معلومات مغلوطة تفتقر إلى أدنى معايير المصداقية.