اختتمت الدورة العاشرة من مهرجان غرناطة-نيكاراغوا العالمي للشعر فعالياتها بداية الأسبوع بقصائد عربية قرأها الشاعران أحمد الشهاوي من مصر وطارق الطيب من السودان. وقد شهد المهرجان هذا العام حضوراً عربياً واسعاً إذ شارك فيه ستة شعراء عرب هم: فراس سليمان من سوريا، طارق الطيب من السودان، منتصر عبد الموجود وأحمد الشهاوي من مصر، وفاتنة الغرة ومحمد هديب من فلسطين. وحضر المهرجان الذي يعد احتفالية شعرية ضخمة، 150 شاعر وشاعرة من 60 دولة، كما صرح بذلك مدير المهرجان الشاعر فرانسيسكو دي أسيس فرناندس خلال كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح. وفي الافتتاح الرسمي الذي أقيم الثلاثاء الماضي في الساحة الرئيسية لمدينة غرناطة، غنت الشاعرة الفلسطينية المقيمة في بلجيكا فاتنة الغرة موالاً من التراث الفلسطيني قالت إنه هدية فلسطينية لشعب نيكاراغوا الداعم لقضيتها، قبل أن تقرأ قصائدها إلى جانب إرنستو كاردينال وجيوكوندا بيلّي من الدولة المستضيفة للمهرجان، وريتا دوف الشاعرة الأميركية الحائزة على جائزة بوليتزر عام 1987. ثم تتابعت قراءات الشعراء العرب خلال أيام المهرجان الذي يعد ثاني أكبر مهرجان شعري في أميركا اللاتينية بعد مهرجان مديين بكولومبيا. وفي الكرنفال الشعري الذي جال أرجاء المدينة، قرأ كل من محمد هديب وفراس سليمان ومنتصر عبد الموجود أشعارهم أمام أهالي المدينة التاريخية التي تأخذ بيوتها وشوارعها الطابع الإسباني الكولونيالي وتحولت زواياها وأركانها إلى ساحة واحدة يُسمع بها الشعر بألسنة متعددة. ويلاحظ أن كثيرا من الحضور هم باعة جوالون وطلاب مدارس بل ومشردون في الطرقات يجدون في هذه التظاهرة الشعرية تحليقاً بعيداً عن قسوة الحياة وخشونتها. وقد قدمت المدارس مشاركاتها من غناء ورقص مستوحى من الفلكلور النيكاراغوي الذي يحتوي على فنون قبائل الناهواتل التي سكنت أميركا الوسطى قبل الغزو الإسباني والفنون التي تمثل التزاوج بين حضارتي العالم القديم والحديث لاحقاً. وقد انتهى الكرنفال الشعري هذا العام بدفن (العنف ضد المرأة). وهذا التقليد مستوحى من طقس قديم يسبق الوجود الأوروبي في المنطقة، إذ اعتاد أهل مدينة غرناطة أن يتخلصوا من الأرواح الشريرة والكوابيس بوضعها في صندوق ورميها في بحيرة غرناطة، وهي البحيرة المتصلة بالمحيط الأطلسي الذي رست فيه سفن الإسبان بقيادة إرناندس دي قرطبة عام 1524. أما يوم الجمعة فقد توزع الشعراء على عدد من المحافظات والقرى الصغيرة والنائية في نيكاراغوا ليقرؤوا أشعارهم على طلاب الجامعات والمدارس، إذ يطمح منظمو المهرجان أن تبقى هذه التجارب عالقة في أذهان الطلاب الذين يستمعون بأناة للشعر الذي جاء من أطراف أخرى من العالم. وفي نهاية القراءات الشعرية تقدم المدرسة طلابها الذين بدت عليهم عوارض الشعر ليقرؤوا أمام الشعراء الضيوف. يذكر أن المهرجان يحتفي كل عام بواحد من أبرز شعراء نيكاراغوا، وقد كانت هذه الدورة مخصصة للاحتفاء بشاعر الحداثة والتجديد في اللغة الإسبانية روبن داريو الذي حضر أحفاده من الجيل الرابع والخامس فعاليات المهرجان بدعوة من المنظمين ورئيس بلدية غرناطة.