استثنى المرتشحون الستة لرئاسيات 2014 الثقافة من برامجهم الإنتخابية التي تبدو مغرية ومشحونة منذ الوهلة الأولى بفضل الوعود التي تحملها برامجهم في محاولة لإقناع الناخبين على إختيارهم يوم السابع عشر أفريل القادم مع تجنيد ترسانة مادية ومعنوية لإنجاحها . وفي الوقت الذي ركزت فيه برامجهم على نقاط هامة على غرار التشغيل ورفع المنح وتسوية وضعية الفئات المهمشة ومحاربة الفساد وضمان مستقبل أفضل إستثنت قطاع الثقافة الذي يشكل نسبة معتبرة من المجتمع الجزائري ضاربة عرض الحائط أهمية هذا القطاع في تزكية برامجهم ودوره الفعال في دفع قطاع التنمية الوطنية ومن خلال نظرة معمقة الى برامج المرشحين الستة يلاحظ بشكل واضح انعدام محاور دقيقة تعطي الأهمية اللازمة لهذه الفئة فبرنامج المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة ركز على تقوية البلاد وتعزيز تواجدها على الصعيد الدولي وضرورة مساهمة الشباب في بناء الوطن من خلال دعم البرامج التنموية فيما دعا نظيره بن فليس إلى استغلال الجزائر لنسبة 75 بالمائة من الشباب وإشراكهم في مختلف البرامج من جهتها تعتقد رئيسة حزب العمال لويزة حنون أن خيار الجزائر في المرحلة الحالية هو جمهورية ثانية تتجه نحو معادلة تحييد الدين عن السياسة مع ضرورة تعديل الدستور دون أن تدقق في تفاصيل بخصوص أهدافها ويلتقي فوزي رباعين وعبد العزيز بلعيد وموسى تواتي في عدة زوايا من خلال برامجهم الانتخابية التي ركزت على محاربة الفساد ومحاكمة الحكام وتعزيز مكانة المرأة وإشراكها في كل القطاعات . ويبدو أن تزاحم المترشحين بهدف إنجاح حملاتهم الانتخابية الذي غيب قطاع الثقافة التي تلعب دورا فعالا عبر المؤسسات العلمية والفكرية في إعلاء صوت الجزائر في المنابر الدولية لم ينتبه إلى أهمية إدراج بنود ومواد فعالة تعتني بطموحات هذا القطاع ولم تستفيد من تجارب الدول الأخرى التي أنجحت سياساتها وأنظمتها لأنها تفطنت لمفعول الثقافة والعلوم في خروجها من الأزمات إلى بر الأمان والأمثلة على ذلك كثيرة.