تنطلق اليوم الحملة الانتخابية لرئاسيات التاسع أفريل القادم ، والتي سيعمل فيها المترشحون الستة للوصول إلى قصر المرادية على إقناع المواطنين للظفر بأصواتهم بوم الاقتراع من خلال التركيز في خطاباتهم على مواضيع حساسة تأتي في مقدمتها الاهتمام بالشباب والأمن والمصالحة الوطنية وتعزيز الثوابت الوطنية وتدعيمها ، إضافة إلى ملف التنمية الاقتصادية التي ستكون هي الأخرى في صلب برامج المترشحين التي سيعرضونها على المواطنين . الشباب انشغال المترشحين الأول ويعد موضوع الاهتمام بالشباب أبرز الملفات التي سيركز عليها المترشحون في خطاباتهم من باب أن النسبة الكبرى من الهيأة الناخبة تمثلها هذه الشريحة، لذلك فقد عمد المترشحون إلى تخصيص جوانب مهمة من برامجهم للشباب، فالمترشح عبد العزيز بوتفليقة الباحث على تزكية جديدة لمواصلة برنامجه الذي بدأه منذ عشر سنوات أكد في خطاباته السابقة أن المستقبل للشباب، ملحا في الوقت ذاته على ضرورة فتح جميع المجالات لهم،إضافة إلى أن بوتفليقة قد قام في هذا الإطار برفح منحة الطلبة بنسبة 50 في الفئة، أما اهتمام المترشح محمد السعيد بالشباب فقد ظهر منذ الوهلة الأولى لإعلان ترشحه عندما خصص في برنامجه بندا لإدماج الشبيبة في البناء الوطني يشير إلى مشروعية مطالبة الشباب بإشراكه في عملية اتّخاذ القرارات، من خلال تمكين الشباب من توظيف طاقاته في توطيد أركان الدولة . ومن جانبه أكد رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي الذي أن حزبه يتخندق وسط الشباب ويركز على ضرورة إعطاء المشعل له قصد إخراجه من اليأس الذي أصابه، في حين يقترح رئيس حركة الإصلاح باعتباره أصغر المتنافسين على الشباب ما اسماه بمشتلات المؤسسات الصغيرة والمصغرة التي تعد مقاولات صغيرة من شانها أن تقضي على البطالة المتفشية وسط الفئة الشبانية، أما حزب عهد 54 فوزي رباعين فيقول أن شباب اليوم بإمكانه أن يتصدى لتحديات اليوم من باب إيمانه بما جاء في بيان أول نوفمبر، أما المرأة الوحيدة التي ستخوض رئاسيات 2009 الأمينة العامة لحزب العمل لويزة حنون ، فتنادي بضرورة فتح الأبواب أمام الشباب والقضاء على البيروقراطية والحفاظ على المؤسسات الاقتصادية العمومية باعتبارها من حق الجيل الجديد. تعزيز الأمن والمصالحة والثوابت نقطة اشتراك أخرى يركز المتسابقون للفوز بكرسي الرئاسة في معظمهم على أنهم سيعملون على تحقيق الأمن ومصالحة الجزائريين يبعضهم البعض، إضافة إلى تدعيمهم للثوابت الوطنية وعدم التفريط فيها ، فبوتفليقة قد بين منذ البداية انه يسعى من خلال عهدة جديدة مواصلة مسار المصالحة الوطنية الذي بدأه مند ,1999 وذلك بغية اقتناع الإرهابيين بالتخلي عن عملهم الإجرامي والرجوع إلى حضن المجتمع، إلا انه بؤكد في الوقت ذاته انه سيضرب بيد من حديد كل من يحاول أن يسلب الجزائر أمنها، إضافة إلى أن الرجل قد أكد من خلال تعديله للدستور على انه يسعى لتعزيز تواجد الثوابت الوطنية والرموز التاريخية في حياة الجزائريين، وهو المسعى نفسه الذي يهدف إليه تواتي الذي بين في أكثر من مرة على ضرورة مصالحة الجزائريين فيما بعضهم، من خلال عدم تشبثهم بما جاء في بيان أول نوفمبر ومسايرتهم للتطورات التي يعيشونها اليوم، في حين ترى لويزة حنون أن تحقيق الأمن الداخلي يكمن في التصدي للتحرشات الخارجية وبالحفاظ على السيادة الوطنية، أما يونسي فيرى أن المصالحة الوطنية يمكن توسيعها إلى عفو شامل إذا كان بإمكان ذلك حقن دماء الجزائريين، مناديا في الوقت ذاته على أن لا تبقى الثوابت الوطنية من إسلام و عربية وأمازيغية حبيسة الدستور فقط ، ومن جهتهما يولي كل من محمد السعيد ورباعين أهمية لهذه القضايا باعتبارهما يتخندقان في التيار الإسلامي والوطني ،حيث يركز صاحب حزب العدالة والحرية غير المعتمد على ضرورة تعميق مسار المصالحة الوطنية ،والاهتمام بوحدة الوطن عن طريق إعطاء أهمية كبرى للأمازيغية والعربية والإسلام وللتنمية الاقتصادية الواعدة نصيب في البرامج سيحرص المترشحون الستة على إقناع المواطنين بأنهم يحملون في جعبتهم برامج اقتصادية من شانها أن تخرج الجزائر من تبعيتها لما تجود به حقولها النفطية، حيث أعلن في هذا الشأن المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة عن نيته إطلاق برنامج خماسي جديد من شانه أن يوفر ثلاثة ملايين منصب شغل سيرصد له 140 مليار دينار، إضافة إلى استثمارات متعددة تمس قطاعات عديدة منها الفلاحة التي ستستفيد من استثمار بقيمة 150 مليار دينار، وهو المبلغ الذي سيمس القطاعات الأخرى كالصناعة والأشغال العمومية، في حين يوضح محمد السعيد أن خطته الاقتصادية تتمثل في الانتقال إلى الاقتصاد المنتج عن طريق تفعيل القطاع العمومي و ترشيد النفقات العمومية ،و استحداث آليات تنظيمية لتحفيز الاستثمارات الوطنية و الأجنبية بما يوفّق بين خدمة المصلحة الوطنية ، و ضمان حركة رؤوس الأموال ، أما موسى تواتي فيقول أن برنامجه الاقتصادي هو اجتماعي يهدف إلى تقليص الهوة بين الفئات المختلفة للجزائريين ،ويضمن لهم الحد الأدنى من العيش الكريم . ومن جهتها ستسعى لويزة حنون لإقناع المواطنين بضرورة الالتفاف حول برنامجها المبني على أسس اشتراكية من خلال عدم خوصصة المؤسسات العمومية، ومحاربة المد اللبيرالي العالمي الذي يهدد الثروات الوطنية ويسعى لنهبها ، وهو التخوف نفسه الذي يحمله يونسي، إلا أن تصديه لهذا الخطر يختلف عن ذلك تمام الاختلاف إذ يرى أن النهضة الاقتصادية تتم بفتح أبواب الاستثمار أمام المستثمرين العرب والمسلمين ثم الغربيين ، من خلال حل مشكل العقار الصناعي ، أما رباعين فسيدعو المواطنين لانتهاج اقتصاد يبعده عن التبعية للريع البترولي ، ويحقق لهم في الوقت ذاته توزيع عادل للثروات.