تتخبط أزيد من 15 قرية ببلدية ذراع قبيلة أقصى شمال غرب ولاية سطيف جراء معاناة قاسية من خلال نقص في مستلزمات العيش الكريم، الأمر الذي نغص يومياتهم وهم يقاومون العطش والظلام بوسائل تعود إلى الاستعمار، فقرى «اجيسن»، «تيزي وغراد»، «اولاد أعلي»، «تازقرات» «أقرقار»، «لمروج» وغيرها لا تزال تعيش مظاهر الحياة البدائية، خاصة في مجال التزود بماء الشرب، ففي ظل غياب شبكة التموين بهذه المادة الحيوية يضطر معظم السكان إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه من بعض الينابيع الطبيعية البعيدة، معتمدين في ذلك على البراميل والأحمرة، وحتى البراءة لم تسلم من تلك الرحلات الطويلة قصد الظفر بقطرة ماء تسد رمق عائلاتهم، فأوقات الراحة و العطل حسب البعض منهم تمثل شبحا نظرا للمتاعب التي تنتظرهم من المسافات الطويلة وسط الأحراش والجبال الشاهقة قصد جلب المياه، وكذا رحلات الاحتطاب المرهقة في فصل الشتاء، زيادة على ذلك فإن القرى المذكورة ما تزال دون إنارة عمومية، علما أن العديد من سكانها اضطروا في السنوات الماضية إلى مغادرة منازلهم والنزوح نحو المناطق الحضرية، ويضاف إلى هذا كله مشكل الطرق التي فرضت على المنطقة العزلة، حيث أن معظم المسالك كما قال السكان لم تعبد منذ الحقبة الاستعمارية لأسباب يجهلونها، الأمر الذي يعد من الخيال ذكره في زمن 2014 هو احتواء هذه القرى على العشرات من العائلات التي لا تزال تقضي لياليها على وقع الشموع والفوانيس لأنه لم يصلها بعد عصر الكهرباء الريفية. وفيما يخص المرافق الشبانية والرياضية فتلك تعد من الكماليات التي يصعب نيلها، لتبقى الاحراش و الجبال مفر الشباب الذين بقوا يكابدون مشقة العيش في وقت رحل السواد الأعظم منهم إلى المدن و الالتحاق بورشات البناء في ظل نقص فرص الشغل بالمنطقة، في حين تؤكد مصالح البلدية بأنها بصدد ترميم العديد من الطرق الداخلية التي تربط القرى بمركز البلدية و الطريق الوطني 5، و كذا استكمال عمليات انجاز الربط بشبكة الغاز التي دخلت المنطقة منذ قرابة 4 سنوات، إلى جانب وجود خطط تنموية مستقبلية تنتظر تسجيل اعتمادات مالية جديدة قصد الشروع في تجسيدها.