يشتكي سكان أزيد من 20 قرية منتشرة فوق تراب بلدية بوسلام الواقعة أقصى شمال ولاية سطيف من نقص كبير في مستلزمات العيش الكريم، الأمر الذي نغص يومياتهم وهم يقاومون العطش والظلام بوسائل تعود إلى موضة الاستعمار. وفي زيارة قادتنا إلى كل من قرية “بني بورمان”، “حلية”، “عونة”، “عين دوكار” وغيرها وقفنا على حجم المعاناة التي يكابدها السكان، فمعظمها لا تزال تعيش مظاهر الحياة البدائية، خاصة في مجال التزود بالماء الشروب، وفي ظل غياب شبكة التموين بهذه المادة الحيوية يضطر معظم السكان إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه من بعض الينابيع الطبيعية البعيدة، معتمدين في ذلك على البراميل والأحمرة، وحتى البراءة لم تسلم من تلك الرحلات الطويلة قصد الظفر بقطرة ماء تسد رمق عائلاتهم، فالعطل الصيفية حسب البعض منهم تمثل شبحا بالنسبة لهم نظرا للمتاعب التي تنتظرهم من جشع المسافات الطويلة وسط الأحراش والجبال الشاهقة قصد جلب المياه، وكذا رحلات الاحتطاب المرهقة تحسبا لفصل الشتاء، وزيادة على ذلك ،فإن القرى المذكورة لازالت بدون إنارة عمومية، مع العلم أن العديد من سكانها اضطروا في السنوات الماضية إلى مغادرة منازلهم والنزوح نحو المناطق الحضرية، ويضاف إلى هذا كله مشكل الطرق التي فرضت على المنطقة عزلة خانقة، حيث أن معظم المسالك كما قال السكان لم تعبد منذ الحقبة الاستعمارية لأسباب يجهلونها، والأمر الذي يعد من الخيال ذكره في زمن 2012 هو احتواء هذه القرى على العشرات من العائلات لا زالت تقضي لياليها على وقع الشموع والفوانيس لأنها لم يصلها بعد حسب تصريح أحد السكان عصر الكهرباء الريفية، وفيما يخص المرافق الشبانية والرياضية فتلك هي المحنة التي وقف عليها شخصيا وزير الشباب والرياضة هاشمي جيار خلال زيارته إلى المنطقة مؤخرا ،حيث عاتب المسؤولين المحليين جراء ما شاهده من معاناة. في حين تؤكد مصالح البلدية، بأنها بصدد ترميم الطريق الرئيسي الذي يربط البلدية بدائرة بوعنداس، وكذا مباشرة أشغال دار الشباب الذي وضع حجر أساسه من طرف وزير الشباب والرياضة في انتظار عمليات أخرى ستكون حسب ذات المصالح مقترنة بالأغلفة المالية التي تستفيد منها البلدية.