لازالت حادثة التسمم التي تعرض لها العشرات من الطلبة الجامعيين بالقطب الجامعي الثاني بتاسوست (ولاية جيجل) نهاية الأسبوع والتي انفردت “آخر ساعة” بالتطرق لكامل تفاصيلها تلقي بظلالها على الرأي العام المحلي بعاصمة الكورنيش وذلك موازاة مع الإجراءات الردعية التي باشرتها السلطات الوصية من أجل تفادي هذه الحوادث مستقبلا واحتواء الغضب الطلابي الذي نجم عن هذه الحادثة غير المسبوقة .ففي أول اجراء تتخذه السلطات الوصية بعد حادثة الثلاثاء الماضي قررت هذه الأخير ة “تشميع” المحل الذي يرجح أن يكون وراء تسمم ما لايقل عن (27) طالبا بجامعة تاسوست وذلك الى حين انتهاء التحقيقات المتواصلة بشأن المادة الغذائية التي قد تكون السبب المباشر وراء هذا العدد الكبير من المتسممين وكذا مصدر هذه المادة وما ان كانت فعلا صادرة عن المحل الذي تناول فيه الضحايا وجبة الغذاء أم جهة أخرى لم تشر اليها التقارير الأولية التي صدرت عقب هذه الحادثة خاصة في ظل الشكوك التي تحوم حول أحد مطاعم الجامعة والتي سارعت ادارة هذه الأخيرة الى نفيها جملة وتفصيلا .الى ذلك وعلى خلفية هذا الحادث دائما باشرت مصالح الرقابة وقمع الغش بعاصمة الكورنيش حملة مداهمة لمحلات الأكل السريع وبالتحديد محلات بيع “ البيتزا” وكذا الأكلة الشعبية المعروفة باسم “الشوارمة” وذلك بنية التحقق من الظروف التي تعد فيها هذه الوجبات ووضع حد نهائي للعبث الذي يقوم به بعض أصحاب هذه المحلات من خلال عدم احترامهم للشروط الصحية الواجب اتباعها في اعداد هذه الأكلات وبالمرة تسويقهم لمواد منتهية الصلاحية وتمريرها في هذه الأطباق مستغلين اللهفة الكبيرة للمواطنين عليها وبالأخص الموظفين والطلبة وحتى التلاميذ الذين لاتسمح لهم ظروفهم المادية وكذا أماكن اقامتهم بتناول وجبات صحية أو باهظة الثمن مما يضطرهم في كل مرة الى اللجوء الى هذه الوجبات السريعة من أجل سد الرمق واقتصاد جزء من الأموال التي يحصلون عليهم من وراء عملهم اليومي .هذا وعلمت “آخر ساعة” من مصادرها الخاصة بأن آخر ضحايا حادث التسمم الذي ألم بطلبة جامعة تاسوست يوم الثلاثاء الماضي وهي طالبة في ربيعها الثاني والعشرين قد غادرت المستشفى أول أمس بعد مكوثها به لأزيد من يومين حيث تماثلت للشفاء بعد تلقيها للعلاج الضروري علما وأن بقية الضحايا كانوا قد غادروا المستشفى على مراحل خلال ال”24” ساعة التي أعقبت الحادثة المذكورة .