دفعت الأوضاع المتوترة بشكل غير مسبوق في ليبيا خلال الفترة الأخيرة قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي إلى غلق الحدود، وذلك تحسبا لتحركات محتملة للجماعات الإرهابية بين البلدية، يحدث ذلك في الوقت الذي تم تداول أخبار حول توقيف الإرهابي مختار بلمختار من قبل فصيل مسلح بليبيا. رفعت قيادة أركان الجيش حالة الاستنفار على الحدود الجزائرية الليبية إلى الدرجة القصوى، حيث قامت بإعلام كامل الشريط الحدودي التي تقدر مسافته ب974 كلم أغلبها بولاية اليزي وقليل منها بولاية تمنراست، منطقة عسكرية مغلقة كما زادت من تعداد أفراد الجيش هناك لتفوق ال 40 ألف عسكري بالإضافة إلى إرسال فرق خاصة، وجاء هذا الإجراء الوقائي من قبل قيادة الجيش بعد أن وردتها معلومات حول تخطيط جماعات إرهابية لتنفيذ اعتداءات بالجزائر انطلاقا من ليبيا، خصوصا في ظل استعار الصراعات المسلحة في الدولة التي كانت تحت إمرة العقيد معمر القذافي. أنباء عن اعتقال الإرهابي مختار بلمختار حسب اخر الأنباء القادمة من ليبيا والتي تداولتها بعض وسائل الإعلام فإن الإرهابي مختار بلمختار وقع في قبضة «لواء الصواعق» وذلك بالقرب من مدينة درنة، غير أن هذه المعلومة لم يتم تأكيدها أو نفيها إلى غاية كتابة هذه الأسطر، على الرغم من أنها تتعلق بأحد أخطر الإرهابيين الناشطين في منطقة الساحل، والذي أفادت اخر المعلومات الأمنية أنه يتواجد في جنوب ليبيا، وذلك منذ إعلانه حركته الإرهابية الخاصة «الموقعين بالدم»، التي نفذت عملية الاعتداء على المركب الغازي في عين أميناس بولاية إيليزي شهر جانفي من عام 2013، حيث تسللت هذه المجموعة من ليبيا وتسببت في مقتل 38 رهينة من دول غربية وآسيوية، قبل أن يتم القضاء على أفرادها من قبل الجيش الوطني. ودفعت خطورة هذا الرجل الولاياتالمتحدة شهر جوان من عام 2013 إلى رصد مبلغ 5 ملايين دولار لمن يساهم في اعتقاله. السعودية والإمارات تغلقان سفارتيهما بليبيا ونظرا للأوضاع الأمنية المتدهورة واستهداف الجماعات المسلحة للبعثات الدبلوماسية، قررت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات، أمس، إغلاق سفارتيهما في العاصمة الليبية وإجلاء كافة العاملين فيهما، كما قامت تركيا بغلق قنصليتها في مدينة بنغازي شمال شرق البلاد، وبهذا الإجراء تكون كل من السعودية والإمارات قد اتخذتا نفس الإجراء الذي اتخذته الجزائر، والتي كانت سبّاقة في هذا الأمر، حيث أعلنت الجزائر، يوم الجمعة الماضي، عن غلق سفارتها وقنصليتها العاملة بليبيا «مؤقتا» وترحيل كافة العاملين بها، وذلك بعد إحباط قوة خاصة من الجيش الجزائري محاولة اختطاف سفيرها بالعاصمة طرابلس. عائلة جزائرية تناشد السلطات لإجلائها من ليبيا وجهت عائلة جزائرية تقيم بالعاصمة الليبية طرابلس، أمس، نداء لوزارة الخارجية لإجلائها من ليبيا وذلك بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، حيث قامت جريدة «الحياة» التي تصدر من العاصمة البريطانية لندن بإجراء اتصال مع إبراهيم بن داود رب هذه العائلة، الذي أوضح لها أنه ينحدر من ولاية الشلف ويقيم بالعاصمة الليبية طرابلس رفقة زوجته وابنيه منذ حوالي ال 22 عاما، حيث أكد أن الأوضاع تدهورت بشكل رهيب في الأخيرة إلى درجة لم يعد معها يستطيع البقاء معها هناك.