تلقت الأجهزة الأمنية الجزائرية، تحذيرات تفيد باحتمال وقوع اعتداءات إرهابية على شاكلة "تيڤنتورين" ضد حقول النفط التي يديرها مجمع سوناطراك في ليبيا، الأمر الذي دفع بالجزائر إلى تحذير رعاياها هناك، بعدما طالبتهم بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر، لتجنب أي هجمات محتملة. دعت الجزائر رعاياها، المقيمين في ليبيا وخصوصا العاملين منهم في حقول النفط التي يديرها مجمع سوناطراك، إلى توخي الحيطة والحذر لتجنب أي اعتداء إرهابي محتمل ضدهم، أو عمليات اختطاف مماثلة للتي تعرض إليها السفير الجزائري في ليبيا، خصوصا بعدما أقدمت على غلق سفارتها في طرابلس بشكل مؤقت، وذلك على خلفية تلقيها لتحذيرات تفيد باحتمال استهداف الجزائريين في ليبيا في الفترة القادمة، حسب ما نشرته "الشرق الأوسط" في عددها الصادر أمس، نقلا عن مصدر حكومي رفض ذكر اسمه، أكد أن العمال الجزائريين الموجودين في منشآت النفط في عدة مناطق من ليبيا على رأسها "غدامس"، معرضون للخطر، بسبب التهديدات الإرهابية التي يقابلها غياب الأمن وسيطرة الميليشيات والتنظيمات المسلحة على البلاد. وذكر المصدر ذاته، أن الجزائر ستتجه إلى إجلاء رعاياها من ليبيا في الساعات القادمة، في حال عجزت أجهزة الأمن الليبية عن توفير الحماية لهم، مشيرا إلى أنها لن تسمح بوقوع اعتداء آخر، كاعتداء "تيڤنتورين" أو مأساة أخرى كالتي عرفتها قنصلية الجزائر في غاو شمال مالي، أين تعرض الدبلوماسيون الجزائريون إلى الاختطاف من قبل جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، بعد تدهور الأوضاع الأمنية هناك، وأضاف بأن غلق السفارة في طرابلس، قد يتبعه في الأيام القادمة غلق القنصليات الجزائرية في عدة مناطق من ليبيا، كقنصلية سبها جنوب ليبيا، ما لم تتحسن الظروف الأمنية هناك. وكان زعيم تنظيم المرابطون مختار بلمختار، المدعو "الأعور"، قد هدد في وقت سابق، بتكرار سيناريو "تيڤنتورين"، بعد الضربة الموجعة التي تلقاها من قبل الجيش الجزائري الذي تمكن من إفشال مخططه، في اختطاف الرعايا الأجانب جنوبالجزائر، ووجوده في الصحراء الليبية مثلما تؤكد التقارير الاستخبارتية العربية والأجنبية، يزيد من حجم الخطر على الرعايا الجزائريين هناك، في وقت أكد فيه وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أن ما تعيشه ليبيا حاليا يعد أخطر الأزمات التي تعرفها منطقة الساحل، مشددا على وقوف الجزائر إلى جانبها، كطرف إقليمي فاعل، لإعادة الاستقرار إلى التراب الليبي والمنطقة كافة. في السياق، كشفت تقارير، عن استنفار أمني على الحدود الجزائرية-الليبية، بوجود أربعين ألف جندي من الجيش الجزائري، بعد تدهور الوضع الأمني في الأيام القليلة الماضية، وذلك بهدف إحباط مخططات تهريب السلاح إلى التراب الوطني، ومنع دخول العناصر الإرهابية إلى البلاد. يذكر أن السفير الجزائري في ليبيا، كان قد تعرض لمحاولة اختطاف في الساعات الماضية، قامت الجزائر على إثرها بغلق سفارتها في طرابلس، إلى حين تحسن الأوضاع الأمنية هناك.