وقد تمكنت مصالح الخليتين الجهويتين العمليتين المكلفتين بحماية الممتلكات الثقافية التابعة للدرك الوطني من حجز 1827 قطعة نقدية يعود تاريخها إلى مختلف الحقب الزمنية و جهاز قديم لفحص الألماس و الأحجار النفيسة و خاتم من البرونز يعود تاريخه إلى الحقبة الرومانية و تمثال صغير(1) من البرونز يعود تاريخه إلى نفس الحقبة. وأسفرت التدخلات ال302 التي قامت بها هذه المصالح عن توقيف 8 أشخاص على مستوى ولايات الشرق الجزائري كما قامت نفس المصالح بإرجاع القطع الأثرية المحجوزة إلى مديريات ثقافة الولايات التي جرت بها هذه السرقات، وقد طالب ناشطون بجمعية تيديس الثقافية ببلدية بني حميدان في قسنطينة، القائمين على مديرية الثقافة بقسنطينة وكذا السّلطات الولائية، بضرورة بذل جهود كافية لحماية الآثار التّاريخية المتواجدة بالمنطقة التّي يزيد عددها عن 12 موقعا أثريا يعود تاريخ البعض منها إلى عصر الإنسان الحجري أو ما يعرف بحقبة «الدولمين»، والتّي تعاني من الاهمال والتهميش حسب بعض سكان المنطقة الأمر الذّي جعلها عرضة للتّلف والاندثار، سيما مع الإهمال الذّي تعرفه هذه الكنوز، ورغم القيمة التّاريخية الثمينة والكبيرة للآثار المتواجدة بالمنطقة الأثرية تيديس إلاّ أنّ هناك تقصيرا واضحا للعيان فيما يخصّ تأهيل المنطقة والحفاظ عليها من التّخريب والنّهب، سيما أنّها تعتبر مدينة أثرية على الهواء الطلق فيما أنّ النّسبة الأكبر منها لازالت تحت الأرض وهي التّي يطالب مختصون بعدم التّنقيب عنها وتركها بعيدا عن أعين وأيدي المخرّبين مادامت الجهات المسؤولة غير قادرة على منحها مكانتها اللاّئقة أو حتى حمايتها، ويندّد الكثير من النّاشطين والمختصين ودارسي التّاريخ بالتّقصير الجلي في حقّ هذه المعالم الأثرية التّي تعتبر إرثا تاريخيا وحضاريا جماعيا لا يمكن غضّ الطّرف عنه، لما لها من فضل كبير في تعزيز القطاع السّياحي على مستوى عاصمة الشّرق المشهورة بهويتها الثّقافية والتّاريخية المنفردة وطنيا، لاسيما أن بلدية بني حميدان تحتضن منطقة تيديس الأثرية التّي تعود جذورها إلى العصر الروماني، والتّي تستقطب عددا كبيرا من الزّوار المحليين والأجانب المهتمين بالتّمعن في تاريخ الحضارات السّابقة، وعلى صعيد آخر علمت آخر ساعة بانه سيشرع في حفريات «إنقاذ» بعاصمة الشرق الجزائري إثر اكتشافات تمت بالصدفة عبر موقعين أثريين جديدين و استنادا لنفس المصدر فإن هذه الحفريات الإستعجالية تهدف إلى حصر المحتوى الأثري لثلاثة مواقع اكتشفت مؤخرا بمدينة قسنطينة و ضواحيها حيث يتعلق الأمر بحي الإخوة مناعي المسمى «383 سكنا» بالخروب حيث تم العثور على قطع لفسيفساء قديمة و ذلك عن طريق الصدفة أثناء الشروع في أشغال تهيئة طريق و وضع قنوات لصرف المياه المستعملة، و يوجد الموقع الثاني بالمنطقة الصناعية للمدينة الجديدة علي منجلي حيث كشفت أشغال حفر لإقامة أساسات مصنع جديد للمشروبات الغازية عن مبني بالقرميد ما يطرح فرضية وجود مقبرة، أما الموقع الثالث فيوجد بساحة «سي الحواس» بمحيط قصر أحمد باي الذي كان محل أشغال ترميم ما يوحي بوجود آثار تعود للعهد الإسلامي.