لم تمض سوى أيام معدودة على الزيارة التي قام بها وزير الصحة عبد المالك بوضياف إلى ولاية جيجل والتي وقف خلالها على مخالفات وتجاوزات دفعته الى التعهد بإرسال لجنة تحقيق الى عاصمة الكورنيش حتى خرج عدد من الممرضين والأطباء بتصريحات صبت في مجملها في خانة الانتقاد اللاذع لهذه الزيارة وماتمخضت عنه من نتائج وصفت بالبعيدة عن تطلعات مرضى الولاية (18) .ولم يتوان العديد من الأطباء والممرضين في كشف المستور الذي حاولت بعض الأطراف إبعاده عن أعين وزير الصحة خلال زيارته الأخيرة إلى جيجل ، وتحديدا بمصلحة الولادة بالطاهير حيث أكد هؤلاء بأن جهات نافذة سعت بكل ما أوتيت من قوة لإبعاد أنظار بوضياف عن واقع هذه المصلحة الذي وصف بالكارثي وذلك في ظل الحالة المزرية التي بلغتها الغرف الخاصة بالتوليد وكذا تلك المخصصة لإقامة النساء الحوامل الى درجة أن هؤلاء أصبحن يضعن مواليدهن وسط أكوام الأوساخ والقمامة المترامية هنا وهناك ، وأعطى الأطباء والممرضون المنتقدون للطريقة التي أديرت بها زيارة وزير الصحة صورة أكثر من قاتمة عن الظروف التي تتم فيها عملية توليد النساء الحوامل بمستشفى الطاهير وكذا ظروف التكفل بهؤلاء النسوة اللائي بتن يضعن مواليدهن وسط الجردان والأوساخ التي تضر بحالة كبار السن فما بالك بأطفال حديثي الولادة ، مؤكدين بأن المناظر المذكورة تم حجبها عن أعين وزير الصحة الذي كان ربما سيقيل عديد الأسماء المسؤولة عن هذا الوضع على الفور لو وطأت قدماه المصلحة المذكورة ولم يتم توجيه زيارته على حسب ما تشتهيه “لوبيات” الفساد في قطاع الصحة بعاصمة الكورنيش .وكان وزير الصحة محمد بوضياف قد وصف وضع قطاعه بجيجل بالمريض بعد الزيارة التي قادته الأحد الماضي الى مستشفيات الولاية الثلاث وكذا مركزين لتصفية الدم ، واعدا بإرسال لجنة تحقيق في غضون أيام قليلة من أجل تحديد المسؤوليات ومعاقبة المتسببين في هذه الوضعية العبثية التي أساءت كثيرا الى وجه القطاع بالولاية ودفعت بآلاف المرضى إلى الهروب إلى ولايات أخرى وحتى إلى العيادات الخاصة من أجل التداوي بعدما فشلت مساعيهم في معالجة أمراض عفى عنها الزمن .