يشهد مستشفى بن يوسف بن خدة بمدينة البرواقية هذه الأيام حالة من الاكتظاظ والضغط في قسم التوليد وطب النساء، دفعت إلى موجة من الاستياء وسط المرضى، بسبب ما بات يعرفه مستشفى البرواقية من تدفق العشرات من النساء الحوامل إليه جراء افتتاح قطب طب النساء به، غير أن هذا القطب المفترض أن يكون مشروعا هاما، وخطوة جديدة في شؤون الصحة بالولاية، يفتقر إلى العديد من الشروط الضرورية التي كان يتوجب أن تتوفر فيه قبل افتتاحه. ويعرف هذا القسم نقصا فادحا في الدم وسائل البلازما الذي يتوجب وجوده في قسم العمليات الجراحية لكونه المادة الوحيدة التي تقوم بتخثير الدم والحد من حالات النزيف، وكذا النقص الفادح في تعداد الطاقم الشبه الطبي وغياب كلي لطبيب الإنعاش الذي يعتبر الرجل الأول أثناء العمليات الجراحية بصفته المسؤول عن إنعاش المرضى الذين أجريت لهم العمليات الجراحية. وحسب ما يؤكده بعض المرضى أن الأطباء وطاقم الشبه الطبي قاموا في بعض العمليات بالتطوع بدمهم من أجل مساعدة النساء الحوامل اللاواتي أجريت لهن عمليات الولادة القيصرية....! الغريب في الأمر أن هذا القطب يتوفر على قاعتين فقط مخصصتين للعمليات الجراحية بما فيها الولادة القيصرية، يتم توجيه العشرات من النساء الحوامل إليهن لإجراء الولادة القيصرية. والأغرب من ذلك أن هذا القطب تم افتتاحه من أجل الحد من توجيه النساء الحوامل إلى قسم التوليد بمستشفى محمد بوضياف بالمدية الذي يتوفر على عشر قاعات للجراحة.!... الوضع نفسه وربما أكثر كارثية يشهده قسم التوليد بمستشفى البرواقية الذي يتوفر على ثلاث قابلات فقط في المناوبة الواحدة مقابل إجراء ثلاثين عملية توليد في اليوم الواحد، أي بمعدل عملية توليد واحدة كل 45 دقيقة، وهذا ما أثر سلبا على حياة النساء الموجهات إلى هذا القسم من أجل الولادة، اللاتي غالبا ما يتركن دون معاينة قبل الولادة نظرا للكثافة الهائلة في أعداد النساء الحوامل الآتيات من أزيد من 40 بلدية موزعة عبر بني سليمان والبرواقية وتابلاط وعين بوسيف وشلالة العذاورة وسغوان وغيرها من البلديات الوسطى والجنوبية للمدية، وكذا بعض البلديات الموجودة على حدود ولاية المدية. وأمام هذا الوضع سجل مستشفى البرواقية حالة وفاة راحت ضحيتها أم من مدينة عين بوسيف منذ ثلاثة أيام بعدما وضعت توأمين، وأخرى من مدينة قصر البخاري بسبب النقص الفادح في المواد الواجب توفرها في أقسام الجراحةو وكذا الإرهاق الذي طال الطاقم الشبه الطبي. وأمام هذا الوضع ناشد زوار هذا المستشفى، من نساء حوامل، وزير الصحة ضرورة مد هذا القطب بالإمكانيات اللازمة لإنجاحه، وتوفير الطاقم الشبه الطبي اللازم لمثل هكذا مشروع، وكذا فتح تحقيق حول حالات الإهمال. للإشارة فإن هذا القطب قد تم افتتاحه في منتصف جوان وذلك عن طريق إحضار الأطباء المختصين في طب النساء من المستشفيات الموجودة بجنوب وشرق المدية وتعيينهم بمستشفى البرواقية، بينما تم استثناء طواقم الشبه الطبي الذين كانوا يساعدون الأطباء بتلك المستشفيات سابقا.