مازال سكان حي زاهر بوسط مدينة الميلية (ولاية جيجل) يعيشون على وقع الفاجعة التي ألمت بها في أعقاب الشجار الدامي الذي دار بين أربعة أشخاص منهم ثلاثة أشقاء والذي أسفر عن إصابة شاب في العقد الثاني بجروح جد خطيرة استلزمت تحويله على جناح السرعة إلى مستشفى قسنطينة الجامعي حيث يوجد بمصلحة العناية المركزة بين الحياة والموت بعدما شُج رأسه بواسطة آلة حديدية. وحسب مصادر «آخر ساعة» فإن الشجار الذي وقع أول أمس بدأ بالسوق اليومي للخضر وسط مدينة الميلية ، حيث تسبب خلاف بين ثلاثة أشقاء يمتهنون بيع الخضر بهذا السوق وشاب آخر في شجار عنيف بين الطرفين سرعان ما انتهى بتدخل بعض العقلاء الذين فضوا المعركة بأقل الأضرار ، غير أن هذه الأخيرة سرعان ما تجددت ساعات بعد ذلك بعدما حاول أحد معارف الطرفين المتخاصمين الصلح بينهما ، حيث اتصل هذا الأخير في البداية بالأشقاء الثلاثة من أجل تحديد موعد لعقد جلسة صلح من الشاب الآخر الذي كان طرفا في هذا الشجار والذي يقطن بحي زاهر المحاذي لمستشفى الميلية ، غير أن جلسة الصلح هذه والتي كان من المفروض أن تتم قبالة منزل الضحية سرعان ماتحوّلت الى معركة أخرى وجه خلالها أحد الأشقاء الثلاثة ضربة بآلة حادة قال البعض بأنها عبارة عن جهاز لرفع السيارات أو ما يعرف «بالكريك» إلى رأس الضحية الذي أصيب إصابات بليغة استدعت نقلة في البداية إلى مستشفى الميلية المجاور لمسرح الحادثة ، حيث تمت خياطة جرحه الغائر بما لا يقل عن (16) غرزة ، غير أن تدهور صحة الضحية وعدم استفاقته من الغيبوبة حتمت على الجهاز الطبي للمستشفى المذكور تحويله إلى مستشفى قسنطينة الجامعي أين أكدت الكشوفات التي أجريت على الضحية معاناته من نزيف داخلي في الرأس مما استدعى إعادة فتح الجرح الذي يعاني منه على مستوى الرأس في محاولة لتوقيف هذا النزيف. وحسب ما علم من مصادر مقربة من عائلة الضحية فان الأخير لم يسترجع وعيه إلى غاية أمس حيث مازال في غيبوبة كاملة في حين باشرت مصالح الأمن بالميلية تحرياتها لكشف ملابسات هذه الحادثة الأليمة التي جاءت قبل ساعات قليلة من اكتشاف جثة مجهولة الهوية لشاب في العقد الثالث باحدى المناطق الغابية المطلة على مدينة الميلية وتحديدا بمنطقة بوخداش.