سجلت بعض الجمعيات البيئية النشطة بإقليم ولاية جيجل خلال الأيام الأخيرة نفوق العشرات من الطيور المعروفة التي تتخذ من بعض الفضاءات الطبيعية بإقليم عاصمة الكورنيش فضاء للتكاثر والعيش وتحديدا بجهة الميلية وحتى محمية بني بلعيد التي تعد أهم المناطق الرطبة بالولاية .وأكدت عديد المصادر المهتمة بالشأن البيئي بعاصمة الكورنيش جيجل بأن عشرات الطيور وتحديدا طائر اللقلق الذي يعيش بمناطق واسعة من ولاية جيجل وجدت ميتة على مستوى أكثر من منطقة بالجهة الشرقية من الولاية وتحديدا ببعض المساحات الرطبة المتواجدة على طول الطريق الوطني رقم (43) ، إضافة إلى بعض المساحات المتواجدة على طول الوادي الكبير الذي يشق عدة بلديات بالجهة الشرقية من ولاية جيجل ، كما تم تسجيل نفوق بعض الطيور على مستوى منطقة بلغيموز وكذا بعض المناطق المتاخمة للمحمية الطبيعية المتواجدة ببلدية بني بلعيد والتي تعد أحد أهم المناطق الرطبة ليس بولاية جيجل فحسب وإنما في الجزائر أجمع .وفي غياب أي مبادرة من الجهات المهتمة بالشأن البيئي بعاصمة الكورنيش لمعرفة أسباب نفوق هذه الطيور التي تلعب دورا كبيرا في التوازن البيئي بالولاية ، لم يستبعد بعض المختصين أن يكون نفوق هذه الطيور ناجم عن تلوث الفضاءات الطبيعية التي تتخذها هذه الطيور كمكان مفضل للعيش والتكاثر ، خصوصا في ظل الرمي العشوائي للفضلات المنزلية ومختلف النفايات التي تتغذى عليها هذه الأخيرة والتي ربما تتسبب في نفوق بعضها بعد تعرضها للتسمم في انتظار إجراء تحاليل على هذه الطيور لمعرفة الأسباب الحقيقية لنفوقها .وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مختلف الحيوانات والطيور البرية لهكذا مصير ببعض مناطق ولاية جيجل نتيجة تلوث المحيط الذي تعيش فيه ، حيث سجل في وقت سابق نفوق الآلاف من الأسماك ببعض وديان الولاية وحتى ببعض المساحات البحرية ، كما نفقت العديد من الحيوانات البرية الأخرى وحتى الأليفة منها ببعض البلديات نتيجة تلوث المجاري المائية بمختلف النفايات التي باتت ترمى في كل مكان دون حسيب أو رقيب .