تعرف الضاحية الشرقية لعاصمة الكورنيش جيجل وبالتحديد اقليم بلدية القنار التي تبعد بنحو (20) كلم عن عاصمة الولاية جيجل منذ أيام على وقع الهجوم الذي تشنه عصابات الخشب على عدد من المساحات الغابية التي تضم أنواعا متعددة من الأشجار الناذرة والمعمرة وهو الهجوم الذي تسبب في قطع العشرات من هذه الأشجار في فترة زمنية وجيزة .وفي غياب أي رد فعل من قبل مصالح الغابات وكذا المصالح الأخرى التي لها صلة بهذا الملف الحساس فقد تحول محيط بلدية القنار وخاصة الواجهة البحرية لهذه الأخيرة الى فضاء رحب لعدد من عصابات الخشب التي هاجمت العديد من المساحات الخضراء التي تحوي كميات معتبرة من الأشجار الناذرة والمعمرة وذلك بغرض قطع جدوعها وتهريبها نحو مناطق متاخمة من أجل اعادة التصرف فيها وبيعها لأطراف أخرى مقابل مبالغ خيالية .وأكدت مصادر «آخر ساعة» بأن هذه العصابات التي تتحرك على متن شاحنات صغيرة وجرارات فلاحية حديثة أحدثت مجزرة حقيقية وسط هذه الغابات حيث تم قطع العشرات من هذه الأشجار التي يبلغ عمر بعضها أكثر من (50) سنة ليتم نقل جذوعها باتجاه مناطق قريبة قبل أن يعاد تقطيعها وفق الطلب وذلك تمهيدا لإعادة بيعها لأشخاص مجهولين رجحت مصادرنا أن يكونوا من المهتمين بصناعة مختلف الأواني والتحف الخشبية وحتى بعض البنائين الذين يستعينون بالأغصان الضخمة لهذه الأشجار المهرّبة لوضعها كركائز لأسقف مختلف البنايات التي يسهرون على انجازها .وأضافت ذات المصادر بأن العصابات التي تقوم بقطع وتهريب الأشجار المذكور تتقاضى مبالغ خيالية لقاء بيع هذه الأشجار حيث يصل سعر الجذع الواحد الى مايقارب المليون سنتيم وهو ماساهم أكثر في فتح شهية هذه العصابات وزيادة عددها في غياب المصالح المعنية وفي مقدمتها مصالح الغابات التي لازالت تغط في نوم عميق بل وتهتم بأمور لاتمت بصلة لمهمتها الأساسية وهي حماية الثروة الغابية بالولاية .هذا وجاء الهجوم الذي تتعرض له أصناف عدة من الأشجار المعمّرة بالقنار متزامنا مع المجازر التي تتعرض لها العديد من المحميات الطبيعية بعاصمة الكورنيش وكذا المناطق المصنفة في خانة المناطق الرطبة بالولاية والتي تقرر حمايتها بموجب اتفاقية «رامسار» لحمية المناطق الرطبة في العالم وفي مقدمتها غابات «الزان» ببلدية جيملة والتي تتعرض بدورها ومنذ فترة طويلة الى هجومات شرسة من قبل عصابات الخشب التي تمكنت من استنزاف أكثر من (50) بالمائة من أشجارها النادرة والصلبة والموجهة لمختلف أغراض البناء وهو ما تسبب في هجرة العشرات من الأصناف الحيوانية التي كانت تعيش بهذه الغابات وخاصة بعض أصناف الطيور المهاجرة التي كانت تتخذ من هذه الغابات فضاء للعيش والتكاثر .