تسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت طيلة الأيام الثلاثة الماضية على إقليم ولاية جيجل في عزل آلاف السكان بعدد من بلديات الولاية وذلك في مؤشر واضح على ما ينتظر سكان عاصمة الكورنيش خلال الشتاء القادم الذي يتخوف الكثيرون من أن يكون قاسيا على الجواجلة في ظل الاعتلالات التي تشكو منها البنية التحتية بأكثر من منطقة وتواصل البريكولاج في انجاز المشاريع التي سرعان ما تنهار مع أول قطرة مطر . فعلاوة على ما خلفته من خسائر ببلدية زيامة منصورية بأقصى غرب الولاية والتي غمرت المياه العديد من منازلها متسببة في خسائر مادية معتبرة ، فقد تسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على إقليم ولاية جيجل منذ الثلاثاء الماضي والتي استمرت إلى غاية صبيحة أول أمس الخميس في تدمير عشرات الطرقات بعدة بلديات وعزل آلاف السكان خصوصا ببلدية العنصر التي انقطع بها الطريق الولائي الذي يربط عاصمتها بقرية المحارقة لعدة ساعات تماما كما الطريق المؤدي إلى قرية أزيّار وهو ما تسبب في عزل آلاف السكان بهذين المنطقتين قبل تدخل آليات الأشغال العمومية لإزالة الأوحال والحجارة التي جرفتها السيول المتدفقة ، ولم يختلف الوضع كثيرا ببلدية الأمير عبد القادر التي قطعت بها عدة طرقات خصوصا تلك التي تربط هذه الأخيرة ببعض البلديات المجاورة وحتى ببعض المداشر البعيدة عن مقر البلدية مما دفع برئيس البلدية إلى إطلاق نداء استغاثة لفك العزلة عن مئات السكان الذين عزلوا في منازلهم موجها انتقادات لاذعة لبعض المقاولين الذين تسببوا في ذلك بحكم تأخرهم في انجاز المشاريع المسندة إليهم .ولم تختلف الأوضاع ببلديات أخرى بشرق وغرب الولاية وحتى جنوبها حيث قطعت عدة طرقات بهذه الأخيرة فيما توجد أخرى قاب قوسين أو أدنى من الانهيار كما هو الحال بالجمعة بني حبيبي التي تضررت بها مقاطع عدة بالطريق الولائي 137ج الذي يربط عاصمة هذه البلدية ببلدية برج الطهر مرورا بعديد القرى التابعة لهذه البلدية ، وهو ما يهدد بعزل أكثر من ألفي نسمة خلال الأسابيع المقبلة خصوصا في ظل تأكد بطلان مزاعم السلطات البلدية التي وعدت السكان المستفيدين من هذا الطريق بانطلاق أشغال توسيعه وتغطيته بالخرسانة المزفتة مع مطلع الشهر الجاري قبل أن تؤكد الأيام بأن هذه الوعود لم تكن سوى ضحكا على الذقون علما وأن قرار فتح معابر الوديان التي تمر أسفل الجسور المتواجدة على الطريق الوطني رقم 43 والتي سبق وأن أغلقت بمادة الرمل من أجل نقل عتاد تابع لمصنع بلارة للحديد والصلب جنّب عشرات القرى والمجمعات السكنية الواقعة على طول هذا الطريق كارثة حقيقية كانت ستأتي على الأخضر واليابس .