حالة من الطوارئ تعيشها مختلف الولايات التي تساقطت بها أمطار غزيرة وثلوج تسببت في قطع الطرق وعزل القرى والمشاتي، ودفعت الوضعية المناخية بمختلف المصالح إلى التجند من أجل فك العزلة على السكان في المناطق النائية، وإعادة حركة المرور إلى وضعها الطبيعي، وتزويد المواطنين بقارورات الغاز التي طمأنت مصالح نفطال بتوفيرها واتخاذ تدابير عاجلة في مثل هذه الظروف. لكن هذا لم يمنع من وجود خلل في محطات عديدة مثلما تكشف النقاب عنه «الشعب» في هذه الوقفة. حالة استنفار عاشتها السلطات المحلية عبر العديد من البلديات بالجهة الغربية على الخصوص، من خلال عمليات التدخل التي تمت نتيجة التساقط الهائل للثلوج، ليجد سكان قرى ومداشر المصيف القلي أنفسهم مجبرين على استهلاك ما توفر لديهم من الغاز، بالإضافة إلى تسجيل استغلال أصحاب الشاحنات الخاصة بتوفير قارورات الغازمن أجل الربح السريع على حساب المواطنين. في جولتها الاستطلاعية وقفت «الشعب» على ارتفاع مذهل لسعر قارورات الغاز ساهم فيه «تجار الأزمة»، وقد وصل في بعض المناطق سعر قارورة الغاز إلى 500 دينار جزائري، فقد شهد مركب تعبئة قارورات غاز البوتان الكائن ببلدية بين الويدان حركة احتجاجية بإقدام أصحاب الشاحنات بغلق بوابة المركب، احتجاجا على ما يسمونه إتباع إدارة المركب سياسة الكيل بمكيالين من خلال إعطاء الأولوية في «التعبئة لشاحنات تابعة لأحد المساهمين في المصنع». وأوضح المحتجون بأنهم يأتون من بلديات مختلفة بالجهة الغربية ويقضون أياما في الطابور في ظروف مزرية أمام موجة البرد القارس في انتظار دورهم، لكن شاحنات تابعة لأحد المساهمين تقوم باحتكار الدور تعطى لها الحرية الكاملة في التعبئة دون أدنى اعتبار للشاحنات الموجودة في الطابور، وهذا ما خلق لهم حسب العديد منهم مشاكل كبيرة مع الزبائن خاصة في القرى والمناطق الأشد برودة بالجهة الغربية للولاية. وكادت أن تتسبب الثلوج المتساقطة على بلدية أولاد أعطية في غلق الطريق الولائي رقم 132 الرابط بين القل وواد الزهور غرب سكيكدة، المتاخمة لولاية جيجل، ومن بين المناطق المعزولة قرية سيوان الموجودة على علو يفوق 1200 م عن سطح البحر، كما صعبت من حركة المرور في منطقة الطرس بأعالي أولاد أعطية إلى غاية الزيتونة، حيث تجند العشرات من العمال والآليات لفتح الطرق. وأعلنت بلديات أولاد أعطية والزيتونة حالة استنفار قصوى من مخاطر تواصل تساقط الثلوج في هذه المناطق، وخوفا من أن تغلق الثلوج الطريق الولائي رقم 132 أمام الحركة على اعتباره المنفذ الوحيد لسكان المصيف القلي البالغ عددهم أكثر من 100 ألف نسمة. وقد تم منح الممونين بقارورات الغاز كل التسهيلات من أجل مضاعفة نشاطهم لتجنب المضاربة بهذه المادة في ظل بقاء مناطق أعالي القل بدون ربط لشبكة الغاز الطبيعي، ما يدفعهم إلى قطع الأشجار القريبة رغم المخاطر التي تهددهم من متابعات قضائية وفي نفس الوقت تهديد البيئة. سقوط عمود كهربائي يعزل سكان الولجة بأولاد أعطية وقد تسببت موجة الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة المتهاطلة بمنطقة أولاد أعطية، في سقوط عمود كهربائي بقرية الولجة، ما أدى إلى عزل المنطقة وأدخل السكان في الظلام، رغم أن مصالح مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز سارعت لإعادة تركيب عمود إنارة جديد بقرية الولجة، كما تسببت موجة سوء الأحوال الجوية في انقطاع التيار الكهربائي عن جزء كبير من قرية لمقاتل بنفس البلدية. وفي الوقت الذي ما تزال فيه الثلوج تتساقط بكثافة، أعلنت مصالح البلدية بالتنسيق مع مصالح الأشغال العمومية حالة طوارئ بتسخير كاسحة وعتاد لمنع تراكم الثلوج، وشل حركة المرور عبر الطريقين الولائيين رقم 132 و07، فيما تبقى حركة السير صعبة، خاصة وأنه تم تسجيل انقطاع للحركة في جزء من الطريق الولائي رقم 07 بمنقطة حجر مفروش ببلدية عين قشرة. السيول تجرف جسرين ببلدية بوشطاطة أتت السيول على الجسر المشيد مؤخرا بمخرج بلدية الحدائق بولاية سكيكدة، الذي يربط بين باقي بلديات الجهة الغربية، كما أقدمت السلطات المحلية على غلق الجسر الثاني المتواجد بمخرج بلدية بوشطاطة، ما أجبر سكان هذه البلدية على سلك طريق منطقة بني أقبوش للوصول إلى الحدائق ثم عاصمة الولاية. ولم تصمد الأشغال التي قامت بها مؤسسات الإنجاز، المكلفة بمشروع أشغال منشآت فنية فوق كل من وادي الزرامنة ببلدية الحدائق ووادي بني أقبوش ببلدية بوشطاطة غربي سكيكدة طويلا أمام التهاطل الكبير للأمطار، خلال الأيام الأخيرة، إذ جرفت مياه وادي الزرامنة الجسر الأول، مرورا بعدة منشآت وقرى تابعة للمنطقة، تقع على الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي سكيكدةوجيجل، ما تسبب في عزل قريتي الطمر ولحوانت، قبل أن يسقط جسر بني أقبوش بعد الجسر الأول، ما جعل حياة نحو 3 آلاف نسمة تواجه المصير المجهول، وهو ما خلف استياء كبيرا وسط السكان كون هذه العزلة جاءت بسبب سوء الأشغال التي قامت بها مصالح مديرية الأشغال العمومية ومؤسسات الإنجاز. وحسب السكان في تصريحاتهم ل»الشعب» فإن الجهات المكلفة بالأشغال عمدت إلى هدم الجسور القديمة التي تعود إلى الفترة الاستعمارية، قبل الانطلاق في أشغال جسور جديدة بدلها في إطار مشروع إعادة تحديث وتوسيع الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي سكيكدةوجيجل في شقّه الرابط بين الحدائق وتمالوس على مسافة 44 كيلومترا. وأشار السكان إلى أن الانهيار تسبب في عزل غير مباشر لما يقارب ال300 ألف نسمة تقطن عبر أكثر من 12 بلدية غربي ولاية سكيكدة، وصولا إلى ولاية جيجل، لكونه المحور المباشر الذي يربط هذه المناطق بعاصمة الولاية، فضلا عن أن المحاور الأخرى تتواجد في حالة أشغال ومشاريع. الثلوج تقطع التيار الكهربائي وتعزل عدة مناطق في جيجل ونفس الأمر عاشته «الشعب» بغرب ولاية جيجل، فقد تسببت الثلوج المتساقطة في عزل سكان بلديات إيراقن، سلمى بن زيادة، وتاكسنة، بعد أن تعذر على السكان مغادرة منازلهم، التي حاصرتها الثلوج حيث بلغ سمكها النصف متر، ما أدى إلى غلق الطريق الولائي «137 أ ، ب». وتوقفت حركة المرور بهذين الطريقين لأزيد من أربع ساعات جراء كثافة الثلوج التي غطت المسار ناهيك عن تسجيل انزلاقات بعدة نقاط، وكذا انجراف التربة والبرك المائية، الأمر الذي تطلب تدخل مصالح بلدية سلمى لإزالة الثلوج على مستوى الجهتين المؤديتين إلى إيراقن وتاكسنة، باستعمال عتاد البلدية وبمشاركة المقاولين الخواص. تمت إزالة الثلوج والأتربة وبقايا ما جرفته السيول خاصة على مستوى المسالك الثانوية المؤدية للقرى والمشاتي بهدف تمكين السكان من التنقل للحصول على ما يلزم من المواد الغذائية ووسائل التدفئة الكافية. من جهة أخرى عرفت بعض الطرق انزلاقا للتربة، مما أدى إلى غلقها ناهيك عن كمية الثلوج المتراكمة وسطها، والتي تسببت في عزل بعض المناطق الجبلية كمنطقة بوطويل التابعة إقليميا لبلدية أولاد رابح، وشرعت حينها السلطات المعنية في إزالتها وإعادة فتح الطرق والمسالك المؤدية إليها. تجند 179 آلية لفك العزلة عن بلديات من جهة أخرى، كشفت مصالح ولاية جيجل مؤخرا، عن تسطير مخطط فصلي لمواجهة الاضطرابات الجوية المنتظر مواجهتها ببلديات الولاية خاصة الجبلية منها، وفك العزلة التي تشهدها أغلب القرى الواقعة بأعالي بلديات سلمى بن زيادة وأولاد عسكر وبني ياجيس وتاكسنة في فصل الشتاء من كل سنة عندما تشهد تساقط مكثف للثلوج، والتي تشهد انقطاع الطرقات والمسالك. وتحسبا لفصل الشتاء تم تقسيم أقاليم الولاية إلى أربع مناطق غربية وتشمل بلديات زيامة منصورية، سلمى بن زيادة، جيملة، العوانة وعاصمة الولاية جيجل، وبلدية الطاهير، برج الطهر، الشحنة والمنطقة الجنوبية أولاد عسكر، إيراقن وتاكسنة، و البلديات الشرقية العنصر، بوراوي بلهادف، الميلية وسطارة. ومن خلال هذه المناطق تم تسخير وتوزيع الآليات والإمكانيات البشرية التابعة للبلديات ومصالح مديرية الأشغال العمومية، حيث تم إحصاء 179 آلية مختلفة تم تسخيرها في إطار هذا المخطط المبرمج.