تشهد مختلف الأسواق الشعبية بولاية وهران، حركة دؤوبة للأولياء الذين اعتاد الكثير منهم على إقتناء الكتب المدرسية والمراجع والحوليات لمختلف الأطوار التعليمية، تزامنا مع كل دخول مدرسي جديد بسبب الانخفاض النسبي لأسعارها مقارنة بأسعارها داخل المؤسسات التعليمية، على غرار سوق المدينةالجديدة الذي احتل فيه باعة الكتب المدرسية حصة واسعة. ومع اقتراب موعد الدخول المدرسي عرفت الظاهرة إقبالا واسعا، في الوقت الذي يلاحظ فيه عرض كتب جديدة تطبع لأول مرة، مما يدفع للتساؤل عن الطريقة التي تحصل بها هؤلاء الباعة على تلك الكتب المعروضة قبل أن يتم توزيعها من قبل ديوان المطبوعات المدرسية وبأثمان تفوق أسعارها بالمؤسسات التربوية، لاسيما إذا كانت كمية بعض عناوين الكتب الجديدة محدودة، حيث يعمد هؤلاء الباعة إلى فرشها أرضا ومضاعفة سعرها، مما يدفع الأولياء للخضوع للأمر وشراءها. والملاحظ أيضا بسوق المدينةالجديدة، وجود كتب معروضة للبيع خصصتها الوزارة للأقسام التحضيرية والسنة الأولى أساسي تقدم للتلاميذ مجانا، إلا أنها تباع بأسعار تتراوح بين 200 و220 دينار. ومما ساعد على انتشار ظاهرة بيع الكتب المدرسية بالأسواق، قيام العديد من التلاميذ المعوزين الذين يتحصلوا على الكتب مجانا، ضمن الإجراءات الجديدة التي اتُخذت مؤخرا والخاصة بمنح الكتب المدرسية للتلاميذ المعوزين مجانا، ببيعها مباشرة بعد انقضاء الموسم الدراسي، لاسيما أن بعض المؤسسات التربوية لم تعد تجبر هؤلاء التلاميذ على إعادة تلك الكتب، كما يلجأ البعض منهم للتحايل والتهرب من إرجاع الكتب لإعادة بيعها بأسعار مرتفعة، وهي التجارة التي استفحلت خلال السنوات القليلة الماضية، بينما يتبرأ السيد شكيب شنيني، مدير مركز توزيع الكتب بوهران، من احتمالية تسرب الكتب المدرسية من داخل المركز بسبب اخضاعها لعملية محاسبة دقيقة، بينما تعهّد من جهته بفتح تحقيق في الموضوع لدرء أي لبس. أما بالنسبة لعملية توزيع الكتب المدرسية على المؤسسات التربوية بولاية وهران، فقد أكد السيد بولنوار المكلف بالاعلام على مستوى مديرية التربية، أنه تمت أياما قبل التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة خلافا للسنوات السابقة، حيث وُزع 492 ألف كتاب مدرسي خاص بالأطوار التعليمية الثلاث، وقد حُضي الطور الابتدائي ب 15000 ألف كتاب مدرسي، في حين تم تزويد الاكماليات ب 374 ألف كتاب، بينما تم توزيع 114 ألف كتاب على الثانويات.