لاقت مبادرة الأفلان لدعم الرئيس بوتفليقة رفضا شديدا من طرف المعارضة التي قالت بأنها مبادرة فارغة هدفها إطالة عمر النظام الحالي وبقاء الرئيس لفترة أطول على كرسي المرادية ، في حين لاقت ترحيبا وتثمينا من طرف أحزاب الموالاة التي اعتبرتها بالخطوة الإيجابية على غرار حزب عمار غول الذي عبر عن دعمه لها بقوة في الوقت الذي لم يحدد بعد الأرندي موقفه منها. حمس: “ ما سوق له سعداني لا يرقى إلى مستوى المبادرات الجادة “ قالت حركة مجتمع السلم “لرئيسها عبد الرزاق مقري” إن المبادرة السياسية للانسجام والاستقرار التي أطلقها الأفلان لدهم الرجل الأول في البلاد لا تعنيها لا من قريب ولا من بعيد، مؤكدة بأن ما سوق له سعداني لا يرقى إلى مستوى المبادرات الجادة والحكيمة، إضافة إلى أنها لا تحمل أي جديد ولا مضمون غير ترديد الأسطوانة القديمة واشتراط دعم برنامج رئيس الجمهورية. ورأت ذات التشكيلة في مبادرة الأفلان بأنها استصغار للطبقة السياسية والنخب والشخصيات الوطنية وكافة الفعاليات بدعوتهم للالتحاق بها لا كشريك حقيقي وإنما كأدوات لتزيين ديكور السلطة والتغطية على فشلها في تسيير الشأن العام وتابعت القول بأن هذه ميزة الأنظمة الشمولية وغير الديمقراطية، موضحة بأن الكرة ما تزال في ملعب السلطة، وأنها متمسكة “بأرضية مازافران” التي قدمتها المعارضة وعرضت فيها رؤيتها للحل لتحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي عنوانه “ الانتخابات الشفافة والنزيهة والحريات ودستور توافقي حقيقي وكذا تمدين النظام السياسي. واعتبرت حمس بأن لغة التعالي والكبر السياسي ومنطق الحزب الواحد والرؤية الواحدة ما تزال مسيطرة على السلطة السياسية الحاكمة وأحزابها، مؤكدة بأنها تعتبر نفسها الوحيدة القادرة على التواصل مع الشعب وتوجيهه الوجهة الصحيحة على حد تعبيرها. جيل جديد:«مبادرة الأفلان تخدم الرئيس وحاشيته وهي محاولة لكسب المعارضة” أكد رئيس حزب جيل جديد”سفيان جيلالي” بأن مبادرة دعم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لغاية نهاية ولايته في 2019 أنها ليس لها معنى كونها أتت فارغة، مبرزا بأنها مجرد ثرثرة المغزى منها جلب المعارضة لها، وقال بأن حزب جبهة التحرير الوطني بمبادرته هذه ينوي البقاء في الكرسي لأطول وقت ممكن ولو بانضمام المعارضة إليه، موضحا بأن الأحزاب التي تملك مبادئا حقيقية سترفض بشدة ما أعلن عنه سعداني لدعم صاحب الأربع عهدات للبقاء على عرش المرادية ضمن مبادرة تخدمه هو وحاشيته.وأردف الرجل الأول في حزب جيل جديد ، أنه يستحيل لتشكيلته أن تشارك في هذه المبادرة التي توقع لها عدم النجاح كونها لا تملك أي حظ للنجاح، وأضاف بأن السلطة تعاني شغور منصب الرئيس كما أنها تعاني مشاكل جمة تعتبر هي سببها على غرار الأزمة الاقتصادية، مشددا على ضرورة مغادرة النظام في القريب العاجل وهو نفس ما ذهب إليه حزب العدالة والتنمية الذي عبر عن رفضه لمبادرة الحزب الحاكم، معتبرا أن الأفلان هو السبب فيما تعانيه الجزائر، حيث وصف مبادرته بالتهريج السياسي في الوقت الذي رفض فيه حزب العمال التعليق، مكتفيا بالقول “لا أعلق حول الموضوع والأفلان حر فيما يطلقه من مبادرات فارغة”. تاج: “كل من نشترك معه في القناعات السياسية فنحن معه” رحب تجمع أمل الجزائر بجبهة العمل الجديدة للأفلان من أجل دعم برنامج رئيس الجمهورية في شكل مبادرة سياسية وطنية للتقدم في انسجام واستقرار، موضحا بأنه مع أية مبادرة يطلقها كل حزب تجمعه معه نفس القناعة السياسية، وتابع القول “نحن نفتح أيدينا لمن لا يطعن في الشرعية ولكل من يدعم برنامج القاضي الأول للبلاد و يكمل مسار الإصلاحات”.وقال المكلف بالإعلام لدى تاج”نبيل يحياوي” أن تشكيلته تدعو إلى تعدد مثل هذه المبادرات، مؤكدا بأنه سيعلن التحاقه بمبادرة حزب الأغلبية فور إعطائها صيغة رسمية، مؤكدا بأن العلاقة التي تجمع أمل الجزائر لرئيسه عمار غول مع حزب جبهة التحرير الوطني جيدة ويعتبر شريكا أساسيا نعمل معه من اجل تقدم وازدهار البلاد واستكمال مسار الإصلاحات التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. الأرندي : “ لم نحدد موقفنا بعد من مبادرة سعداني” لم يتخذ التجمع الوطني الديمقراطي”الأرندي” بعد قراره في الالتحاق بمبادرة حزب الأغلبية، كاشفا عن الإعلان عن موقفه إزاء هذه الجبهة الجديدة التي أطلقها الأمين العام للأفلان “عمار سعداني” ووجه دعوة لجميع الأحزاب السياسية المعتمدة في الساحة والمنظمات النقابية وأرباب العمل ووسائل الإعلام وغيرها خلال الأسبوع المقبل.وفي هذا السياق قال المكلف بالإعلام للأرندي شيهاب صديق أن موقفا كهذا لا يمكن أن يتخذ في برهة من الوقت دون مشاورة مؤسسات وهياكل الحزب، معتبرا بأنه وجب العودة إلى مؤسسات وهياكل الأرندي لاتخاذ الرأي الصائب، وأضاف بأنه بعد أن تم الاطلاع على مبادرة حزب جبهة التحرير الوطني عبر مختلف وسائل الإعلام تم تقديم تعليمات لهياكل التجمع الوطني الديمقراطي من أجل دراسة محتواها ومعرفة مغزاها، وقال إنه سيتم البحث في النقاط المشتركة بين مبادرة الحزبين قصد خلق مبادرة موحدة، موضحا بأن الموقف الأخير للحزب سيتم الإعلان عنه الأسبوع المقبل بعد اجتماع الأمانة العامة للحزب .