في خرجة لم تكن متوقعة، أطلق عمار غول، رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" مبادرة سياسية ، سماها" الجدار الوطني من اجل رفع التحديات"، على أن تدخل حيز التداول السياسي خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن مبادرته تستهدف جمع أحزاب السلطة والمعارضة وجمعيات وتنظيمات إجتماعية. وقال رئيس "تاج" عمار غول ردا على اسئلة الصحفيين، على هامش لقاءه مع اعضاء مكتبه الوطني بمقر الحزب أن المبتغى من المبادرة الجديدة، أن "يعوض التراشق والتنابز بين الأحزاب، فمثلا المعارضة اعتادت أن تهاجم أي مبادرة جديدة في الساحة السياسية، وتتبنى خطابا سوداويا وهي ترغب في قيادة البلاد، لكن بهذه الخطابات الهدامة ستحكم الخراب والدمار، فالأصل ليس في من يحكم الجزائر بل في ماذا يحكم، وبناء عليه نبتغي من "الجدار الوطني" أن لا ينزل مستوى النقاش السياسي إلى الحضيض". وقال غول أن "الساحة السياسية بحاجة إلى فضاء يجمعها ولا يُفرقها، يوحد كلمتها إزاء التحديات التي تحدق بالوطن داخليا وإقليميا ودوليا، خصوصا التحديات الأمنية والإقتصادية، والآفات وأبرزها آفة الأفكار الهدامة"، كما اضاف. وشدد رئيس "تجمع أمل الجزائر"، أنه يريد لمبادرته أن تحقق "إجماعا سياسيا" باعثا برسالة لطمأنة أحزاب الموالة ومنهم الأفلان و الأرندي وكذا المعارضة وخاصة تلك الممثلة في تنسيقية الحريات و الإنتقال الديمقراطي، مشيرا إلى أن :"المبادرة الجديدة ليست ضد تحالف دعم الرئيس لصاحبها أحمد أويحيى، ولا تعارض الجبهة الوطنية لمساندة برنامج الرئيس لصاحبها عمار سعداني، ولا تتصادم أيضا مع المعارضة، فهدفها جمع هؤلاء وغيرهم". كما أكد غول أن مبادرته :" لا تعارض لا مبادرة أحمد أويحيى ولا مبادرة سعداني ولا لتنال من المعارضة، بل تجمع هؤلاء جميعا". في إشارة إلى المبادرات التي أطلقها كل من الآفالان و الأرندي، وبدا غول مراهنا على نجاح تنتظره المبادرة التي لاحت على المشهد السياسي في وقت كثرت مبادرات الحل لكن ولا واحدة منها عرفت طريقا إلى الإجماع، ومن ذلك مبادرات المعارضة، ودعا غول الطبقة السياسية إلى الانخراط في مسعى تعديل الدستور، موضحا:"الباب مايزال مفتوحا أمام الجميع، وأنا مسؤول عما أقول، ومن لديه أي إضافة فليطرحها إما في إطار ضيق أو واسع، فالوقت مايزال مناسبا ومواتيا بهدف الوصول لدستور توافقي وليس دستور مرحلة أو دستور أشخاص أو دستور أحزاب". وتطرق غول إلى اللقاء الذي تم السبت الماضي بين الحكومة والولاة، قائلا أنه "لقاء تاريخيا" كما اضاف أنه :"من موقعي كمسؤول في الحكومة، فإن هذه اللقاء سيعطي انعكاسات هامة في توجيه الاقتصاد الوطني". كما رد عن سؤال صحفي بخصوص إن كانت التوجهات الجديدة للحكومة مردها تدهور أسعار البترول ، بالقول :"هذه التوجهات لم تكن رهان اليوم بل منذ الاستقلال، واللجوء إلى إليها وإن كنا متأخرين، فأن الوقت مناسب، لأن الوثبات الكبرى لا تبنى في وقت البحبوحة بل في وقت الضيق، فالحاجة تصنع الإبداع، مثلما تقول الحكمة". وأضاف غول:"التعويل على قطاعات الفلاحة والصناعة والسياحة هي مهمة صعبة على الحكومة، لكنها ليست مستحيلة، وسنعمل على بناء اقتصاد وطني متنوع على أساس هذه القطاعات، فالسياحة لا تحتاج إلى أموال الخزينة العمومية لأنها استثمارات خواص، والفلاحة تحتاج فقط إلى ترشيد والصناعة ينقصها التنظيم والتكامل بين القطاعين العام والخاص". وفضل المتحدث عدم الخوض وتبني موقف من من إعلان مدني مزراق تاسيس حزب سياسي من جبال جيجل ، مثلما اعلن عنه الخميس الماضي. لكنه عبر عن رفض غير مباشر لتاسيس مدني مزراق الحزب عندما أكد:"جزائر اليوم ليست جزائر أمس، وقد سمعنا جميعا إجابة وزير الداخلية بخصوص القضية وهو يقول أن الدستور وقوانين الجمهورية ستأخذ مجراها وتطبق بحذافيرها".