باتت معظلة تزايد عدد حوادث المرور تشكل تحديا حقيقيا تواجه السلطات العمومية والمجتمع الجزائري على حد سواء وتضرب في مفاصله الاقتصادية والاجتماعية. وذلك نظرا للعدد الكبير لضحايا الحوادث المرورية التي تحصد الناس بعشوائية تامة دون تفرقة أو تميز حيث أصبحت بمثابة إرهاب جديد من نوع آخر يواجه المجتمع حيث تفقد الجزائر سنويا حسب إحصائيات رسمية نحو 04 ألاف قتيل في الحوادث المرورية المميتة بينما يصاب أكثر من 40 ألف آخرين منهم بإصابات مستديمة تصل إلى حد الشلل النصفي والكلي حيث يتحوَّلون إلى معاقين 100 بالمائة في المقابل فإن التكاليف الاقتصادية للحوادث المرورية تعد بآلاف الملايير ناهيك عن الأضرار التي تصيب المركبات والخسائر الهائلة التي تتكبدها شركات التأمين. من جهته أفاد المركز الوطني للوقاية الوطنية عبر الطرقات أن حوادث المرور عبر هذه الأخيرة ارتفعت سنة 2015 إلى نحو 04 ألاف شخص كاشفا عن مقتل 3.952 شخص في حوادث مرور. وعن عدد الجرحى أوضح رئيس المركز نور الدين طلال في لقاء نظم بمناسبة اليوم الوطني للوقاية من حوادث المرور المصادف ل 26 ديسمبر أنه تم تسجيل 48.745 جريحا مقابل 57.078 مصابا في 2014 أي انخفاض بنسبة 14,60 بالمائة. كما كشف ذات المسؤول خلال هذا اللقاء الذي نظمته المديرية العامة للأمن الوطني عن انخفاض عدد حوادث المرور خلال نفس الفترة من السنة الجارية مقارنة بالسنة الفارطة مشيرا إلى تسجيل 30.389 حادثا سنة 2015 مقابل34.882 حادثا سنة 2014، أي بانخفاض 12,88 بالمائة. وبدوره شدد ممثل مديرية الأمن العمومي عميد الشرطة زواوي رابح على ضرورة التطبيق الصارم للنصوص القانونية من أجل التقليل من عدد حوادث المرور، مشيرا إلى أن العامل البشري يبقى السبب الأول لهذه الكوارث الإنسانية بنسبة تصل في بعض الأحيان إلى 95 بالمائة،تليها حالة المركبات والطرقات.من جهته أوضح رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية علي شيقان أن جمعيته المتشكلة من 40 مكتبا ولائيا، انتهجت سياسة تعتمد على تكثيف الحملات التحسيسية عبر مختلف مناطق الوطن مبرزا أهمية إدراج مادة مخاطر السياقة وعدم احترام قانون المرور في البرامج التعليمية بهدف توعية الأطفال. وتجدر الإشارة إلى ان الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان قد دقت ناقوس الخطر بسبب تزايد عدد حوادث المرور في الجزائر والتي تحصي وفاة 10 أشخاص يوميا بسبب إرهاب الطرقات حيث دعت السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات جديدة لوضع حد لهذه الظاهرة المأساوية. وكان رئيس لجنة النقل والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية بالمجلس الشعبي الوطني النائب لمنور جعدي قد علق على الأرقام المرعبة التي تعلن عنها المصالح الأمنية أسبوعيا و دعا إلى ضرورة التطبيق الصارم للقوانين على غرار القانون المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرقات وسلامتها.