في إطار اليوم الإفريقي الأول للسلامة المرورية الذي حدد تاريخه ب 18 نوفمبر، عقد الهاشمي بوطالبي، رئيس المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، ندوة صحفية حضرها العميد نايت الحسين ممثلا عن الأمن الوطني والرائد عزوز لطرش ممثلا عن الدرك الوطني، في وقفة تقييمية لتعزيز التدابير الوقائية، حيث أكد الهاشمي بوطالبي أن الجزائر أولت اهتماما كبيرا بهذا الموضوع منذ فجر الاستقلال وبالتحديد سنة 1967، قبل أن يتم إنشاء المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق سنة 1987، لكن المركز لم يتم تدشينه إلى غاية 1998، وكانت أولى مهامه تتمثل في الاطلاع والبحث عن أسباب حوادث المرور، وتقديم الاقتراحات لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع مختلف المصالح المعنية. كل 100 حادث تتسبب في وفاة 10 أشخاص في سياق حديثه عن الإحصائيات التي سجلها المركز الوطني منذ 1998 ، أكد بوطالبي أن عدد ضحايا حوادث المرور انخفض حاليا إلى حوالي 10 قتلى في كل 100 حادث، بعدما كان في السابق 15 قتيلا. ولئن كان العامل البشري المتسبب الأساسي في حوادث المرور بنسبة 81٪، فإن حالة المركبات والطرق ساهمت هي الأخرى في وقوع المآسي المرورية، وإذا كان قانون المرور الأخير الذي رأى النور سنة 2009 قد ساهم في انخفاض عدد القتلى من خلال تسجيل 1000 قتيل في ذات السنة، فإن سنة 2010 قد عرفت تصاعدا جديدا في حوادث المرور وهو ما جعل القطاعات المعنية بظاهرة إرهاب الطرقات تتدارس الأمر خاصة فيما يتعلق بالعنصر البشري باعتباره العامل المؤثر في المعادلة المرورية، حيث اتخذت عدة إجراءات منها تكثيف التدريب الجيد على السياقة والرفع من مستوى المكونين وتطوير طرق امتحانات المترشحين لرخصة السياقة، وأخيرا قرار إجراء الرقابة التقنية على المركبات الذي تم اعتماده منذ 2003. انخفاض في عدد الضحايا تشير الإحصائيات التي قدمها المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق إلى أن عدد الضحايا هذه السنة، أي إلى غاية شهر سبتمبر الماضي، قد شهد تراجعا طفيفا، حيث بلغ 3457 قتيل مقابل حصيلة 2011 التي وصلت إلى 3525 قتيل في نفس الفترة أي بنسبة انخفاض 2,5٪، فيما بقي المعدل اليومي 13 قتيلا. ونفس الأمر حدث خلال شهر سبتمبر 2012، حيث بلغت الوفيات 402 مسجلة انخفاضا طفيفا مقارنة بشهر سبتمبر من سنة 2011 التي بلغ فيها عدد الضحايا 504 قتيل أي بنسبة انخفاض بلغت 2,04 ٪، فيما تراجع كذلك عدد الجرحى خلال سبتمبر 2012 إلى 6298 بعدما كان 6722 خلال عام 2011 أي بنسبة قدرت ب6,31 ٪. ومن أجل تعزيز التراجع المسجل، يرى رئيس المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق ضرورة اتخاذ تدابير أخرى خاصة ما تعلق بالمجهود التوعوي والتحسيس وتطوير الدعائم وتنويعها وألا تبقى محصورة في الومضات الإشهارية التي تبث عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية.