يعاني الفلاحون بولاية قالمة من منتجي البطاطا على غرار فلاحي ولايات الوطن هذا الموسم من مشكلة التسويق وهذا راجع لوفرة الإنتاج لهذه المادة الحيوية بالنسبة للجزائريين لدرجة أنها أصبحت تعاني في صمت و مهددة بالتلف إما في الحقول أو في المخازن، ما لم تجد من يحولها أو يوجهها نحو التصدير،حيث بات من المتوقع أن ينصرف الكثير من المزارعين خلال المواسم المقبلة عن زراعة البطاطا بسبب الخسائر التي تكبدوها جراء تهاوي الأسعار بعد أن نزلت إلى مستويات جد متدنية و هو ما سوف سيساهم الموسم القادم بدرجة كبيرة في التهاب أسعار البطاطا بسبب القرار الذي اتخذه الكثير من المنتجين لهذه المادة الحيوية بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدوها.وقال العديد من المزارعين من ولاية قالمة أنهم مستاؤون كثيرا إزاء اتجاه تكدس أطنان البطاطا بالمستودعات وغرف التبريد وفشلهم في تسويق منتوجاتهم حتى بأسعار بخسة ،و يضيف ذات الفلاحين أن منتجي البطاطا في ولاية قالمة يستغيثون بسبب الخسائر التي يتكبدونها بعد أن تشبع السوق بالمنتوج الجديد ما أدى إلى انهيار أسعارها،وحسب تقديرات المتحدثين فإن نسبة تقدر بين 50 و60 بالمئة من منتوج البطاطا المحقق منذ شهر ماي الماضي و المقدر حسب المصالح الفلاحية بأزيد من 340 ألف طن من البطاطا غير الموسمية، أي بمعدل 227 قنطارا في الهكتار منها 126 ألف طن موجهة للبذور مرشحة للتلف إما في الحقول أو في المخازن، ما لم تجد من يحولها أو يوجهها نحو التصدير، مطالبين بذلك من الجهات المعنية و على رأسها مديرية الفلاحة للولاية بالتدخل من أجل إيجاد صيغة لتسويق هذا المنتوج لتفادي إتلافه و الذي سيكبد الفلاحين المزيد من الخسائر لاسيما وأن تكاليف زراعة الهكتار الواحد من البطاطا تكلف بين 80 إلى 85 مليون سنتيم،مضيفين أنهم استجابوا لدعوة وزارة الفلاحة الداعية إلى غرس البطاطا لكنهم اليوم يواجهون واقعا صعبا بسبب عدم إيجادهم حلا لتصريف هذا الكم الهائل بمعدل 30 حاوية شهريا لمدة سنة كاملة البطاطا «السوفية» تدخل رسميا السوق الإسبانية عادل أمين أكد رئيس شعبة البطاطا لولاية وادي سوف «بكر حامد غمام أمس الأحد أن مصالحه ستسهر على تسهيل عملية تصدير البطاطا إلى الدول الأوروبية على غرار إسبانيا وأنه يثمن جهود الفلاحين التي أسفرت عن مثل هاته النتائج الموفقة وأنهم سيحضون مستقبلا بكل الدعم و المرافقة لتوسيع الإنتاج أكثر فأكثر. وجاء هذا التصريح على هامش توقيع وفد من المستثمرين الإسبان على بروتوكول اتفاق يقضي بتزويد السوق الإسبانية بالمنتوجات الفلاحية لولاية وادي سوف جنوبالجزائر لمدة سنة كاملة و خاصة منتوج البطاطا الذي بات يتميز بالوفرة والجودة العالية ودلك بمعدل 30 حاوية شهريا من البطاطا ولمدة سنة. فيما وصف رئيس وفد المستثمرين الأسبان زيارته إلى الجزائر بالمثمرة مؤكدا بأنه يعقد آمالا كبيرة لمواصلة العمل مستقبلا في هذا الإطار بعد اقتناعهم بالجودة العالية لكل المنتوجات الفلاحية لولاية وادي سوف.و قد أبدى المنتجون الخواص لولاية وادي سوف ارتياحا كبيرا لنجاح تجربة إنتاج البطاطا و انبهار المستثمرين الأجانب بجودتها. وكان وزير الفلاحة والصيد البحري سيد أحمد فروخي قد أكد بأن عملية تصدير البطاطا قد بدأت منذ أسابيع نحو عدة بلدان من المشرق العربي وإسبانيا وهذا بالتنسيق مع الغرف الفلاحية والمنتجين في هذه الشعبة. وكشف فروخي عن وجود اتصالات مع روسيا لتصدير المنتوجات الغذائية مؤكدا في نفس الوقت أن مصالحه تشجع المتعاملين والمنتجين الخواص في هذا المجال وهذا من أجل تنويع الاقتصاد الوطني.وأكد فروخي بأن هناك مليون هكتار من الأراضي الفلاحية المسقية وأن مصالحه تتطلع إلى توسيع المساحات المسقية إلى مليوني هكتار في حدود سنة 2019