أظهر الإسبان، اهتماما واضحا بمنتوج البطاطا بولاية الوادي، خاصة بعد تصدرها ووصولها إلى بعض الدول الأوربية، مما أبان عن وجود سوق يهتم بالمنتوج الفلاحي للمنطقة. واقع، حفز بعض الصناعيين ورجال الأعمال من إسبانيا، للقيام بزيارة ميدانية لولاية الوادي، نهاية الأسبوع الماضي، والتعرف عن قرب، عما تزخر به من خضر وفواكه، وطاقات فلاحية، يمكنها تموين السوق الإسبانية، خاصة في منتوج مادة البطاطا. الوفد الإسباني ضمّ مجموعة من المستثمرين، وقدم بدعوة من شركة خاصة، أين قاموا بزيارة عدة مستثمرات تحوي محاصيل منوعة في الخضر والفواكه، واطلعوا على طرق العمل والسقي، وآفاق المنتجين في مجال التسويق، والتصدير خاصة للدول الأوربية، وكانت له جولة حول مختلف المستثمرات بداية بالبلديات الفلاحية بامتياز كورماس، والطريفاوي، وحاسي خليفة، أين وجد عالما آخر من الاستثمار والمحاصيل، كما انبهروا، بما يوجد من معطيات فلاحية، في منطقة صحراوية كهذه. وكانت الفرصة مواتية، لتنظيم معرض للمنتجات الفلاحية بالوادي، وأغلبها بيولوجي يعني صحي ومفيد، ليقوم عقب ذلك الوفد الإسباني بعقد اتفاق بروتوكولي حول تصدير البطاطا من وادي سوف لإسبانيا، بالتعاون مع شركات من الوادي بحضور غرفة التجارة والصناعة سوف، وممثلين عن الغرفة الفلاحية، على أساس شحن مادة البطاطا ومنتجات فلاحية أخرى قريبا، وتنطلق العملية بتصدير أربع حاويات أسبوعيا، طيلة شهر مارس وتتواصل بحاوية واحدة يوميا طيلة سنة كاملة، كتجربة أولية على أساس العمل على ترقية أدوات التصدير، من نظافة المنتجات وتعليبها وفق المواصفات التقنية الأوربية، وما تحتاجه مصانع الصناعات التحويلية الغذائية في إسبانيا، زيادة على جلب بذور ذات نوعية مطلوبة، في دول الاتحاد الأوربي، وجاءت هذه المبادرة عقب واقع زيادة المنتوج بالوادي، وتدني الأسعار وغياب استراتيجية من قبل الجهات المختصة بوزارة الفلاحة، والتجارة، للوقوف إلى جانب الفلاح الذي بات مهددا بانهيار تام في مجال استثماراته، لتأتي مبادرة إحدى المتعاملين الخواص، والتواصل مع هذه الشركات الإسبانية، قصد شراء المنتوج المحلي من ولاية الوادي، ونقل البطاطا من الوادي لإسبانيا، وإلى دول الاتحاد الأوربي بما يناسب الجميع، سواء الفلاح أو الشركات الوسيطة في عالم التجارة، من الإسبان والجزائريين، ومنهم من ولاية الوادي، التي تشتهر بالتجارة والانشغال بمجال الاقتصاد والاستثمار. كما تحدث ممثل إحدى الشركات الإسبانية، موضحا أن قادم الأيام سيكون أحسن بالتعاون في تحسين المنتوج وفق البذور ذات النوعية، ومطلوبة في دول أوربا وتكوين الفلاحين في مجال التعليب، بالمواصفات الدولية، وفي البداية تسير الأمور بالتعليب المحلي، إلى غاية إجراء حلول دائمة وحول سؤالنا لممثل الشركة الإسبانية، السيد سيد جميل قال إن منتجات الوادي من البطاطا صحية، وبيولوجية والأرض غير ملوثة بالمواد الكيماوية، كما هو الحال في عديد الأراضي بأوربا، وعمرها في الغراسة ليس طويل، وعليه هي في حاجة لمتابعة تقنية بسيطة فقط، وتكون من أحسن أنواع الأتربة في العالم، زيادة على ملائمة الأسعار لنا وللفلاح، وعليه هي بداية موفقة ننتظر تواصلها، على السوق الجزائرية في بقية المنتجات، ونعمل، يقول ذات المتحدث، على المساعدة في تأهيل الشركات المصدرة هذه لنا في إسبانيا، بمنحها الخبرة والتقنيات العلمية والقانونية، لدى الاتحاد الأوربي وفي إسبانيا، في مجالات التعليب والمحافظة الصحية وعمليات التسميد. للإشارة عدة وفود أجنبية، زارت الوادي يقول ممثل المجلس الوطني لما بين المهن، خاصة البطاطا، ولكن بقيت الخطوة الأخيرة في تشجيع هذه الوفود، والتي تقوم بها الدولة سواء مصالح التجارة، أو الفلاحة غائبة، بمعنى غياب المرافقة الفعلية للفلاح بالوادي، خاصة في مجالات المساعدة في الميدان من كهرباء ومسالك فلاحية، أين يضطر المزارع لجلب الكهرباء لأزيد من 3 ألاف متر، على حسابه، بالرغم من خطر نقلها على المارة، وغلاء فاتورة الكهرباء مما دفع بالكثيرين لشراء محركات بالمازوت، في الوقت الذي ارتفعت فيه فاتورة المازوت، وبات الفلاح مهددا بالتوقف عن العمل وحسب المسؤول الأول في ولاية الوادي، فإنها مستفيدة ب 128 كم كهرباء فلاحية، ولكنها مجمدة من قبل وزارة الفلاحة، وتحتاج لرفع التجميد عنها لتجعل الفلاح بالوادي أقوى في المنتوجات الفلاحية، وتعويض انخفاض أسعار البترول والمساهمة في الأمن الغذائي الحقيقي. للإشارة، فإن البطاطا تزرع مرتين في الموسم بولاية الوادي، ويحقق الفلاحون منتوجا يفوق ال 13 مليون قنطار سنويا، كما تنوّعت محاصيل الإنتاج بالوادي خلال السنوات الأخيرة، خاصة في مجال الخضروات كالطماطم والفلفل والبصل والجزر، أين حققت منتوجات تزيد عن احتياجات السوق المحلية، مما أدى إلى سقوط حر في الأسواق المحلية، مما كبّد المزارعين خسائر كبيرة، كون الأسعار لا تغطي حتى تكاليف الجني والإنتاج. وينتظر المئات من الشباب، بولاية الوادي شق طرقات جديدة في الصحاري لاستثمار المزيد من المساحات الفلاحية وتحويلها إلى حقول خضراء تدر مختلف المنتوجات، خاصة طريق الرباح حاسي مسعود وطريق النخلة دوار الماء، وطرقات أخرى بين البلديات، لاستحداث محيطات جديدة، مما يسمح بتوسيع مساحات الاستصلاح الفلاحي، بولاية الوادي التي يتحدى سكانها الطبيعة لتحقيق منتوج يغطي احتياجات الوطن بكامله، ويغني عن استيراد الخضروات في مختلف المواسم، مما يخفف من ميزانية الاستهلاك للدولة ويعوض بعض الأضرار الناجمة عن تراجع أسعار المحروقات في الأسواق العالمية.