يعيش سكان بلدية برحال المتواجد عند المدخل الغربي لولاية عنابة أزمة مياه كبيرة منذ عدة أسابيع أعادت إلى المواطنين للعصور الوسطى بعد أن وجدوا أنفسهم مجبرين على التزود بهذه المادة الحيوية من خلال المنابع الطبيعية والصهاريج فبعد أن اشتاقت الحنفيات شهر فيفري الماضي للمياه لمدة تفوق الأسبوعين نتيجة العطب الذي أصاب إحدى المضخات، وجد السكان أنفسهم يسيرون نحو عيش نفس التجربة بعد أن انقطعت المياه منذ الأسبوع المنصرم، وحسب مصادر “آخر ساعة” فإن هذا الأمر ناجم عن المشاكل التي ما تزال مؤسسة “الجزائرية للمياه” تسجلها فيما يخص المضخات، باعتبار أن البلدية تتزود من الآبار وليس من سدود الطارف كما هو الحال بالنسبة لأغلب بلديات الولاية، وحسب المصادر ذاتها فإن هذا الوضع جعل منطقة التوسع العمراني بحي الكاليتوسة تشكل صداعا حقيقيا للمؤسسة التي وجدت نفسها حائرة من الطريقة التي ستزود بها هذا الحي بالمياه، خصوصا وأن هذا الحي لم يتم ربطه مثل المدينة الجديدة “ذراع الريش” بالقناة الرئيسية للمياه، ما يعني أن توزيع المياه على سكان الحي سيعتمد على الآبار أيضا، وهو ما ينبئ بحدوث أزمة مياه كبيرة في بلدية برحال مع الشروع في ترحيل أصحاب السكنات إلى منطقة التوسع العمراني، وتعد بلدية برحال مجرد عينة من الوضع المأساوي الذي تعيشه ولاية عنابة في مجال المياه، حيث تشهد أغلب الأحياء تذبذبا كبيرا بسبب الأعطاب المتكررة التي تحدث على مستوى القناة الرئيسية التي تربط بين سد “الشافية” في ولاية الطارف ومحطة الضخ الرئيسية المتواجدة على مستوى بلدية سيدي عمار بولاية عنابة والتي كانت آخرها نهاية الأسبوع المنصرم، ونظرا لقدم هذه القناة التي تعود إلى سنوات الستينات، فإن سكان الولاية مقبلون على معاناة كبيرة خلال فصل الصيف الذي يزداد خلاله استهلاك المياه، وهو ما جعل السلطات المحلية تتخوف من إمكانية أن يتسبب ذلك في خروج المواطنين إلى الشارع، خصوصا وأن بوادر هذا الأمر بدأت قبل أيام بعد أن أغلق مواطنون عددا من الطرق الوطنية والولائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ما دفع السلطات إلى الضغط على “الجزائرية للمياه” من أجل تدارك الأمر في أسرع وقت تجنبا لهذا الوضع.