خلال الزيارة التي قادته إلى ولاية جيجل أول أمس الخميس رسم وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي صورة قاتمة عن صندوق التقاعد الذي يواجه حسبه خطر الإفلاس بسبب التآكل المتواصل لإحتياطاته المالية داعيا الجزائريين إلى التشمير على سواعدهم من أجل البحث عن موارد مالية تضمن مستقبلهم بعيدا عن عائدات الصادرات النفطية التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها بفعل التقلبات التي تضرب سوق النقط العالمية .وقد حل الغازي صبيحة الخميس الماضي بعاصمة الكورنيش جيجل في زيارة عمل وتفقد دامت يوما كاملا وكانت فرصة لهذا الأخير لعقد عدة لقاءات مع الشركاء الإجتماعيين وتوقيع اتفاقيات للتشغيل مع عدة مؤسسات محلية تتقدمها جامعة الصديق بن يحيى ، وكذا ميناء جنجن ، إضافة إلى مصنع بلارة للحديد والصلب الذي يجري إنشاؤه بشراكة جزائرية / قطرية .وخلال اللقاء الذي عقده مع الأسرة الإعلامية بنزل الولاية قدم الغازي صورة سوداوية عن وضعية صندوق التقاعد مؤكدا بأن هذا الأخير يواجه خطر الإفلاس بفعل مخلفات إملاءات صندوق النقد الدولي (الآفامي) خلال السنوات الماضية ، وقال الغازي بأن سن التقاعد في الجزائر كان في حدود 60 سنة بالنسبة للرجل و55 سنة بالنسبة للمرأة غير أن القرارات التي تبنتها البلاد سنة 97 بدعوة من صندوق النقد الدولي والتي أسفرت عن تسريح آلاف العمال من المؤسسات العمومية والاقتصادية من أجل التغلب على الظرف الاقتصادي الصعب الذي مرت به البلاد كانت لها تداعيات خطيرة على صندوق التقاعد الذي تآكلت احتياطاته المالية بشكل كبير وبات مهددا بخطر الإفلاس إذا لم تتخذ الإجراءات الملائمة قال الوزير لوقف هذا النزيف والتغلب على الإختلالات الكبيرة التي يعاني منها هذا الصندوق وهي إشارة واضحة إلى ملف التقاعد النسبي الذي أثار ضجة كبيرة خلال الأسابيع الماضية .من جهة أخرى وخلال ذات اللقاء دعا الغازي الجزائريين إلى شد الحزام والتوجه نحو اقتصاد بديل لاقتصاد المحروقات مؤكدا بأن الوقت حان لتنويع مصادر الدخل وعدم انتظار عائدات البقرة الحلوب أو بالأحرى عائدات تصدير النفط في ظل الانخفاض المتواصل لأسعار الذهب الأسود في الأسواق العالمية .