فتحت مصالح الأمن المختصة تحقيقات حول ملف تهريب الفلين والخشب بالجهة الشرقية بولاية جيجل وتحديدا على المحور الممتد بين بلديات العنصر، الميلية والسطارة وذلك بعد اكتشاف بقايا مجزرة حقيقية ارتكبتها عصابات مجهولة ببعض غابات هذه المنطقة التي تضم أشهر المساحات المغطاة بأشجار الفلين ذو الجودة العالية . وعلم من مصادر متطابقة بأن المصالح الأمنية تحقق حول نشاط عصابات مختصة في تهريب مادة الفلين باتجاه مدن وولايات مجاورة وفي مقدمتها ولايتي ميلة و سكيكدة انطلاقا من الغابات الشرقية لولاية جيجل وذلك انطلاقا من العنصر شرقا مرورا بالميلية وانتهاء ببلدية السطارة المتاخمة لولاية سكيكدة وذلك بعد اكتشاف بقايا لمئات الأشجار المقطوعة ، وكذا تلك التي نزعت منها قشرة الفلين على مستوى البلديات المذكورة والتي يرجح أن العصابات المختصة في تهريب مادة الفلين وكذا الخشب كانت وراء هذه المجزرة.علما وأن أول اكتشاف لنشاط هذه العصابات يعود إلى الفترة التي سبقت عيد الأضحى الأخير حيث تم توقيف عدد من الشاحنات المملوءة بالحطب والتي كان أصحابها ينوون حرقه لتحويله إلى فحم من أجل إعادة بيعه للمواطنين بمختلف المناطق في ظل الإقبال الكبير على هذه المادة خلال هذه المناسبة الدينية .وتشير الأرقام شبه الرسمية التي تحصلنا عليها بخصوص نشاط تهريب الفلين والحطب على مستوى غابات جيجل إلى حجز ما لا يقل عن آلاف القناطير من مادة الفلين منذ بداية العام الجاري وما يعادلها تقريبا من مادة الخشب التي يتم استعماله لمختلف الأغراض بما فيها البناء وهو ما زاد من نهب العصابات إليه خصوصا بأدغال الولاية أين تستفيد هذه الأخيرة من غياب أو قلة الرقابة الأمنية ناهيك عن هجرة سكان بعض هذه المناطق خلال العشرية الحمراء والتي منحت هامشا أوسع لهذه العصابات للنشاط بكل حرية ملحقة أضرارا بيئية كبيرة بالمناطق التي تنشط بها بدليل تراجع محصول الولاية من الفلين الذي كان يصدر حتى الى بعض الدول الأوروبية بنحو 50 بالمئة.ناهيك عن تدمير بعض المحميات الطبيعية التي كانت تعيش بها أنواع عديدة من الطيور النادرة على غرار غابة « الزّان» ببلدية جيملة التي تم قطع أغلب أشجارها من قبل هذه العصابات بعدما كانت مهدا لأنواع عديدة من العصافير التي توشك على الانقراض .