يرجع سبب التراجع في إنتاج الفلين بالولاية كذلك إلى مشكل الاضطراب الحاصل في دورة استغلال غابات الفلين التي بلغت مرحلة النضج• وحسبما علمته ''الفجر'' من مصادر على مستوى مصلحة تسير وتنمية التراث الغابي، فإنه من أصل الكمية المذكورة ينتظر جني فقط3837 قنطار من مادة الفلين، التي تتموقع أغلب المناطق المتوفرة عليها في المناطق الجبلية• وأشار المتحدث إلى الأمراض التي أخذت تهدد هذا المنتوج في الأعوام الأخيرة، ما يستدعي التدخل العاجل للجهات الوصية لإنقاذ ما تبقى من هذا المنتوج الذي تراجع بالنصف منذ سنوات التسعينيات، يضاف إليه التفشي المخيف لسرقة الفلين من طرف عصابات مختصة تتاجر به بأثمان باهضة في ظل غياب الرقابة القانونية• وأضاف المتحدث أن هذا الأمر دفع أعوان محافظة الغابات إلى تنصيب حواجز المراقبة من طرف شرطة الغابات• واستحسن هذا الإجراء العديد من سكان المناطق الغابية القاطنين بمحاذاة مكان إنتاج مادة الفلين، الذين كثيرا ما اشتكوا بدورهم من الممارسات اللاأخلاقية لبعض الأشخاص لاسيما بالجهة الشرقية لتيزي وزو، حيث تتواجد الغابات الشاسعة بمحاذاة سلسلة جرجرة• كما كشفت ذات المصادر عن ترقب جمع 2338 قنطار من الفلين الجيد ذي الجودة العالية المستعمل في صناعة السدادات الخشبية وفي تجهيزات الديكور الداخلية، في حين صنفت الكمية المتبقية في الدرجة الثانية أقل جودة• وتتواصل حملة الجني، التي انطلقت منذ الفاتح جوان الجاري إلى غاية نهاية شهر أوت المقبل، على مستوى غابات بني غبري وبني خلفون إلى جانب عزازفة، تاقسبت وبومهني، والتي تبين أنها تتوفر على أشجار لا تتجاوز أعمارها ال50 سنة، علما أن النسبة المحددة لنضج قشرة الفلين تقدر ب 12 سنة• كما تقدر المساحة الاجمالية لمادة الفلين، حسب ذات المصادر، ب23 ألف هكتار، الا أن الأمر يستدعي إعادة تجديد ما لا يقل عن80 بالمائة من الغطاء النباتي الذي اتلف خلال العشرية الاخيرة• ولتعزيز هذه العملية بادرت محافظة الغابات منذ الموسم الفارط في غرس وتشجير ألف هكتار من مادة الفلين، مع برمجة 1700هكتار أخرى من مختلف أصناف الاشجار، في انتظار تفعيل مشتلة تاغما بياكوران وتوظيف 120 عامل موسمي لتقشير ونقل منتوج الفلين يوميا إلى مخزن الجهة الشرقية لتفادي سرقته•