علمت « آخر ساعة» بأن مصالح الأمن نجحت في تفكيك عصابة مختصة في تيسير سبل الهجرة السرية نحو أوروبا والتي كانت وراء ركوب العشرات من الشبان الجواجلة لقوارب الموت التي أقلتهم نحو عدد من البلدان الأوروبية وكذا دولتي ليبيا وتونس تأهبا لنقلهم الى الضفة الأخرى من المتوسط في إطار ما يعرف بالهجرة السرية. أكدت مصادر متطابقة للجريدة بأن مصالح الأمن نجحت في تفكيك أولى خيوط هذه العصابة التي كانت تنشط على محور عنابة / جيجل والتي تضم في عضويتها أكثر من 12 شخصا يعملون في مجال التنسيق والربط وكذا التحفيز ، وبحسب ذات المصادر فان عددا من أفراد العصابة المنحدرين من ولاية جيجل نجحوا في ربط شبكة اتصالات مع العشرات من الشبان الجواجلة وهو ما سمح لهم بإقناع عدد كبير من هؤلاء بركوب قوارب الموت مقابل 30 مليون سنتيم للفرد الواحد وهي القيمة التي كانت تدفع على مرتين حيث تدفع ال15 مليون الأولى بعد ربط الاتصال الأولي بالشبكة على أن تدفع القيمة الثانية قبل انطلاق الرحلة بأيام . وسجلت محاولات الهجرة السرية بين شبان ولاية جيجل ارتفاعا غير مسبوق غير الفترة الأخيرة حيث أحصت الجهات الأمنية ما لا يقل عن 70 شخصا ينحدرون من ولاية جيجل تم توقيفهم منذ مطلع السنة الجارية في قضايا تتعلق بمحاولة الهجرة السرية الى أوروبا انطلاقا من ولايات مجاورة وحتى بولايات الغرب الجزائري ، ويوجد من بين هؤلاء الموقوفين مالا يقل عن خمسة قصّر لم يبلغوا ال 18 سنة هذا إضافة الى ستة نساء وهو ما يشكل تحوّلا جذريا في عملية الهجرة السرية بولاية جيجل بعدما باتت هذه الأخيرة تستهوي شرائح واسعة من المجتمع المحلي في ظل المغريات المقدمة «للحراقة» الجواجلة والتي يتبين بعد وقت وجيز بأنها ليست إلا أضغاث أحلام . وتشير المصادر التي أوردت الخبر إلى تمكن عدد من الشبان المنحدرين من ولاية جيجل من تحقيق بلوغ الضفة الأخرى من المتوسط انطلاقا من شواطئ ولاية عنابة ووهران على وجه التحديد بعد أسابيع من الإبحار ، في حين لازال مصير البعض منهم مجهولا الى اليوم بحكم أن أخبارهم انقطعت بعد أيام من تلقي عائلاتهم لأخبار تفيد بوصولهم إلى إيطاليا وحتى اسبانيا انطلاقا من شواطئ دوّل مجاورة على غرار تونس وليبيا . وبات العشرات من شبان عاصمة الكورنيش جيجل أو من يسمون بالحرّاقة عرضة للنصب والاحتيال نتيجة اقبالهم على هكذا نوع من الهجرة حيث رفع قبل أسابيع قليلة عدة شبان ينحدرون من ولاية جيجل دعوى ضد أشخاص من ولاية عنابة بتهمة النصب والاحتيال بعدما أوهموهم ببلوغ الضفة الأخرى من المتوسط مقابل مبالغ تجاوزت بالنسبة لبعضهم حاجز الخمسين مليون سنتيم غير أن هؤلاء الشبان الذين كانوا ضمن فوج من « الحراقة» المنحدرين من عدة ولايات من الوطن أصيبوا بصدمة كبيرة بعد انقطاع أخبار الجهة التي دفعوا لها هذه الأموال دون أن يتمكنوا من تحقيق حلمهم وركوب قوارب الموت المؤدية الى الجنة الموعودة وهي القضية التي تواصل مصالح الأمن التحقيق فيها بغرض الوصول إلى الفاعلين .