أدانت منظمة أطباء بلا حدود، أمس، بشدة الحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، في ظل الأزمة الإنسانية التي يتخبّط فيها سكانه جراء العدوان الصهيوني الذي استمر لأكثر من 15 شهرا. دعت المنظمة في بيان لها الاحتلال إلى "التوقف عن استخدام المساعدات الإنسانية كأداة حرب"، مشددة على أنه لا ينبغي أبدا استخدامها "كورقة مساومة". وأشارت في هذا السياق إلى أن إطاراتها سلمت آخر 3 شاحنات محملة بالإمدادات الطبية إلى غزّة في 27 فيفري الماضي. وبالتزامن مع ذلك حذّر اتحاد بلديات قطاع غزّة من كوارث صحية وبيئية خطيرة جراء استمرار الكيان الصهيوني في منع وصول إمدادات الكهرباء والمياه إلى القطاع، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لتأمين الإمدادات الضرورية وضمان إدخال المواد الأساسية لاستمرار عمل البلديات. وأوضح أن قطع الكيان الصهيوني الكهرباء الواصلة فقط لمحطة التحلية المركزية وسط القطاع، أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية ما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة. واعتبر اتحاد بلديات القطاع، استمرار هذه السياسات العقابية بحق فلسطينيي غزّة "انتهاكا للقانون الدولي"، لافتا إلى أنها "تضاعف من معاناة السكان الذين يواجهون أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ". وجدد التأكيد على أن منع الكيان الصهيوني دخول الآليات الثقيلة أثّر سلبا على قدرة البلديات في مواجهة الأزمة الإنسانية في القطاع ما يزيد من تعقيدات الأوضاع، وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية ب"التدخل الفوري لتأمين الإمدادات الضرورية وضمان إدخال المواد الأساسية لاستمرار عمل البلديات لتفادي المزيد من الكوارث الصحية والبيئية". نفس المطلب رفعه رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، سلامة معروف، الذي دعا الوسطاء للجم الاحتلال وإلزامه بتعهداته الواردة في الاتفاق، ووضع حد لجرائمه المتواصلة بالحصار والقتل، كما طالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه جرائم الاحتلال وأحدثها جريمة العقاب الجماعي بإحكام الحصار على 2.4 مليون إنسان، وجرائم القتل الميداني بحق المدنيين. وأكد معروف، في بيان بأن الاحتلال الصهيوني يتعمّد خلال الأيام العشر الماضية، رفع وتيرة جرائمه بحق شعبنا وخروقاته لاتفاق وقف إطلاق النّار وأحدثها أمس، بارتقاء 5 شهداء بالقرب من "دوار الكويت" من بينهم شقيقان قصفتهم طائرات الاحتلال المسيرة، وهو ما يرفع عدد الشهداء الذين قضوا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بتاريخ 19 جانفي الماضي، إلى 137 شهيد منهم حوالي 52 شهيدا في مدينة رفح، وقال إن "الاحتلال يمعن في الضغط على شعبنا ومفاقمة معاناته عبر جريمة تشديد الحصار ومنع كل مقومات الحياة من جهة، وزيادة جرائمه الميدانية بقتل المواطنين بدم بارد من جهة أخرى". وأضاف أن "الاحتلال يكذب في روايته التي يروجها لتبرير عمليات القتل ضد المواطنين المدنيين العزّل ومنهم أطفال ونساء، ولم يكن أي منهم يشكل خطرا على جنوده وغالبيتهم قتلوا وهم يتفقدون منازلهم القريبة من أماكن تواجد قوات الاحتلال". وحذّر في الأخير من أن خرق الاحتلال للاتفاق ورفضه الانسحاب من محور صلاح الدين جنوب قطاع غزّة، واستمرار عمليات التوغل والاقتحام انطلاقا منه وصولا إلى قلب مدينة رفح ونسف البيوت، يعكس نوايا الاحتلال العدوانية ويعني ارتكابه للمزيد من جرائم القتل ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وكان مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بغزّة، محمد ثابت، قال إن الكيان الصهيوني زوّد القطاع بخمسة ميغاوات من الطاقة منذ نوفمبر 2024، استخدمت فقط لتشغيل محطة تحلية المياه إثر تدخل مؤسسات دولية وأممية، في حين يحتاج القطاع نحو 500 ميغاوات في ساعة. وأوضح أن إمداد القطاع بهذه الكمية المحدودة جدا والتي تكاد لا تذكر من الكهرباء استمر حتى القرار بقطع الطاقة الأحد الماضي. وقبل اندلاع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزّة، كانت قدرة الكهرباء المتوفرة بقطاع غزّة تقدر بنحو 212 ميغاوات من أصل احتياج يبلغ حوالي 500 ميغاوات لتوفير إمدادات الطاقة على مدار 24 ساعة يوميا، ومنذ 7 أكتوبر 2023، يقطع الاحتلال إمدادات الكهرباء عن القطاع كما يمنع دخول الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة، وهو ما تسبب في تداعيات كارثة انعكست على كافة الخدمات الحيوية والأساسية في القطاع كالمستشفيات والمياه والصرف الصحي. "حماس" تحذّر من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزّة حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أن استخدام الماء والغذاء كسلاح ضد المدنيين الأبرياء يمثل تصعيدا خطيرا ضمن الخطوات الممنهجة لتعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزّة. وقالت في بيانها أمس، إن "حكومة الإرهابي نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، لا تزال تواصل ارتكاب جريمة عقاب جماعي غير مسبوقة بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزّة"، مشددة على أن "قطع المياه والكهرباء عن القطاع ومنع دخول المواد الغذائية والإغاثية والطبية لليوم الحادي عشر على التوالي، يمثل خرقا جسيما لاتفاق وقف إطلاق النار، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني". واعتبرت الحركة أن صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه هذه الجرائم، وتجاهله للتقارير والدعوات الصادرة عن المنظمات الإنسانية الدولية، وآخرها دعوة منظمة "العفو الدولية" لمنع الاحتلال من استخدام المياه كسلاح حرب يشجع الاحتلال على الاستمرار في سياساته الإجرامية. وطالبت مجددا الدول العربية والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم الوحشية وفرض إجراءات فورية لإنهاء الحصار عن قطاع غزّة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام العدالة الدولية. يواصل عدوانه على جنين وطولكرم الاحتلال الصهيوني يفجّر منزلا بقلقيلية فجّرت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس، أجزاء من منزل يعود لعائلة شهيد فلسطيني بمدينة قلقيلية، في نفس الوقت الذي وسعت فيه عدوانها الجائر في بلدات بمحافظة جنين، وواصلت اعتداءاتها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم ال45 على التوالي ولليوم ال32 على مخيم نور شمس بالضفة الغرقالت مصادر إعلامية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال الصهيوني مجهزة بمركبات عسكرية وشاحنات تحمل معدات اقتحمت قلقيلية قبل أن تفجّر منزلا لعائلة شهيد، حيث اقتحمت المدينة من مدخلها الشرقي برفقة هندسة المتفجرات وانتشرت بمنطقة "صوفين" وحاصرت منطقة "الكلية الإسلامية" بالقرب من المنزل المستهدف وباشرت بعمليات حفر بآليات ثقيلة بالقرب منه. وأوضحت نفس المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الشهيد علي خليل، المتكون من ثلاثة طوابق وأخلت المباني المجاورة له قبل أن تفجّره. وفي إطار توسيع عدوانه المتواصل على بلدات ومخيمات شمال الضفة الغربية، اقتحم الجيش الصهيوني بلدتي قباطية وعرابة جنوب جنين باستخدام جرافات وجرفت شوارع ومرافق وحولت منازل لثكنات عسكرية واقتحمت منازل عدة واعتقلت عددا من الفلسطينيين وحولتهم للتحقيق. وواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم ال51 على التوالي بإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية، حيث شوهدت مدرعات الاحتلال ودباباته تتمركز في مناطق قريبة من المخيم، كما سيّر جنود الاحتلال آلياتهم العسكرية في محيط "دوار السينما" وسط مدينة جنين، وهدمت جرافاته منازل في حارة السمران في عمق مخيم جنين، حيث تعرض قرابة 120 منزل للتهديم بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي كما هجر قرابة 20 ألف مواطن من المخيم. وارتفع عدد الشهداء في محافظة جنين منذ بدء العدوان غير المسبوق عليها إلى 34 شهيدا وعشرات الإصابات والجرحى. كما واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم ال45 على التوالي ولليوم ال32 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق شمل تعزيزات مكثفة وحصارا مشددا واقتحامات واسعة للمنازل تخللتها اعتقالات ونزوح قسري للمواطنين تحت تهديد السلاح. وأجبرت صباح أمس، عدة عائلات في حارة "جبل النصر" بمخيم نور شمس على مغادرة منازلها بالقوة بعد مداهمتها وسط إطلاق نار مكثف لترويع السكان، بينما حولت فيه منازل أخرى إلى ثكنات عسكرية. وتزامنا مع ذلك نشرت قوات الاحتلال الدوريات الراجلة في محيط المخيم، في حين قامت جرافاتها بتجريف آخر لشارع نابلس المحاذي لمدخله وتدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين. وشهد مخيم طولكرم تواجدا مكثفا للآليات العسكرية وفرق المشاة التي أحرقت في ساعة متأخرة من الليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، منازل في منطقة "دبة أم جوهر" في حارة "البلاونة" مع سماع دوي انفجارات تزامنا مع إطلاق نار كثيف، بينما شرعت جرافات الاحتلال في عمليات تجريف بعدة مناطق شملت حارتي "الوكالة" و"الحمام" واستهدفت المحلات التجارية والمنازل والبنية التحتية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث انتشرت آليات الاحتلال بعد منتصف الليل في شوارع وأحياء المدينة وشملت الحي الجنوبي وشارع مستشفى الشهيد "ثابت ثابت" الحكومي وشارع نابلس وضواحي عدة مناطق أخرى، كما اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني ساحة تؤوي نازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس، وتمركزت على بوابتهما ومحيطهما وسط عمليات تنكيل بالركاب وإخضاعهم للتحقيق الميداني. وأسفر العدوان على طولكرم عن استشهاد 13 مواطنا من بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، إلى جانب إصابة واعتقال العشرات ونزوح قسري لأكثر من 9 آلاف شخص من مخيم نور شمس و12 ألف شخص من مخيم طولكرم، وما رافق ذلك من دمار طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب.