عرض أول أمس بقاعة "السنيماتيك" الفيلم القصير "ليلة بيضاء" للمخرج عبد الرؤوف بومعيزة ،والذي يروي قصة شباب نفذوا رحلة هجرة غير شرعية في قارب مسروق أصابه عطل بعرض البحر،مما أدى إلى وفاة شاب بسبب إصابته بمرض الربو،حيث أثرت عليه الظروف المناخية القاسية، وهنا أراد المخرج إبراز المصير المجهول الذي يواجهه الحراقة،خاصة وان يصدمون بواقع عكس ما كان يعد به تجار البشر، ويتجلى ذلك في مقطع الفيلم الذي تساءل فيه احد الحراقة منظم الرحلة عن سبب هجرتهم في قارب مطاطي به محرك ضعيف، يتعطل من حين لآخر، بينما كان يعدهم بقارب خشبي تقلدي الصنع به محرك قوي، يوصلهم إلى الضفة الأخرى في اقل وقت ممكن ،فكانت إجابة منظم الرحلة أن المبالغ المالية التي دفعوها قد سرقت، فما كان عليه إلا سرقة قارب مطاطي لتنفيذ هجرتهم غير الشرعية، التي واجهتها عراقيل كبيرة منها إصابة المحرك بإعطاب مما أدى الى تعطله بعرض البحر، ضف إلى ذلك أن منظم الرحلة لا يعرف الوجهة جيدا كما كان يزعم ، فكانت النتيجة البقاء بالبحر لساعات طويلة،وهو ما أسفر عن إصابة احد الحراقة بإختناق كبير بسبب مرضه بالربو أدى إلى وفاته بالقارب،فيما نجا صديقه المريض هو الآخر من موت محقق بعد ان قدم له دوائه على الفور، من جهة أخرى أظهر المخرج في فلمه القصير الذي لم يتجاوز 12 دقيقة، لهفة الشباب الجزائري على الحرقة والحلم بالعيش حياة وردية بالبلدان الأوروبية غير آبهين للمخاطر التي تعترضهم في رحلاتهم غير الشرعية،وفي هذا الصدد قال المخرج في تصريح ل "آخر ساعة" أن فكرة فلمه أتت بعد أن أصبحت ظاهرة "الحرقة" مبتغى أغلب الشباب ،لا بل حلم الفقير والغني، المتعلم وغير المتعلم، الذكر والانثى، الصغير والكبير، فأراد أن يظهر نتيجة رحلات الموت والمصير المجهول للحراقة وذلك من خلال مقطع القارب المعطل بعرض البحر،هذا وكشف المخرج أنه من خلال الفيلم أراد أن يبعث برسالة قوية للمسؤولين بضرورة الاستثمار في طاقات الشباب والبحث في الأسباب المؤدية بهم إلى "الحرقة"، موضحا في ذات السياق للراغبين في الهجرة غير الشرعية أنها ليست الحل، حتى ولو يصلون إلى الضفة الأخرى، داعيا إلى ضرورة الأخذ في الحسبان المخاطر الكبيرة التي تحدق بهم في رحلات الموت، وعدم تتبع وعود تجار البشر. عبد الرزاق لموشي:"تجربتي شجعتني وحفزتني كثيرا على الدخول في عالم السينما" كشف عبد الرزاق لموشي صاحب سكريبت فيلم "ليلة بيضاء"، خلال رده على سؤلنا المتعلق بالعراقيل التي واجهتهم أثناء عملهم كون أنهم خاضوا التجربة لأول مرة ، انه لا توجد أي عراقيل إدارية،لان الإدارة استقبلتنا بصدر رحب وقدمت لنا المساعدات اللازمة،لكن ضيق الوقت كان العائق الكبير إضافة إلى وجود بعض النقائص ،موضحا ان هذا العمل الذي قاموا به أنجز في وقت قياسي،أما عن تجربته الأولى في الإخراج قال أن شجعتني كثيرا وجعلت لي طموحا وتحفيزا كبيرين لخوض عالم السينما.