شهدت بلدية الميلية بولاية جيجل صبيحة أمس أجواء كبيرة من الغضب وذلك بعد إقدام المئات من السكان الغاضبين على محاصرة مقر البلدية وإقامة وقفة احتجاجية صاخبة هناك احتجاجا على انقطاع المياه عن منازلهم وغلق منبع أنساي الذي قامت مصالح البلدية بتشميعه قبل نحو أسبوع بدعوى تعرض مياهه للتلوث .وتدفق مئات الأشخاص الغاضبين منذ الساعات الأولى للصباح على مقر بلدية الميلية سيما المنحدرين منهم من حي تابريحت بالمدخل الشرقي للبلدية مرفوقين ببعض أصحاب الشاحنات التي كانت تزود أحياء المدينة بالمياه حيث طوقوا مقر البلدية قبل أن يدخلوا في وقفة احتجاجية دعو ا من خلالها إلى إنهاء أزمة العطش التي تحاصر أحيائهم المهمشة وفتح تحقيق حول أسباب غلق منبع أنساي بمنطقة تاسقيف الذي أغلق قبل أيام بقرار من السلطات البلدية بدعوى تلوث مياهه وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري .وأكد المحتجون بأنهم ضاقوا ذرعا من هذا الوضع وأنهم لم يعودوا يجدون قطرة ماء تروي ظمأهم في ظل انقطاع مياه الحنفيات عن منازلهم منذ أشهر وتوقف الشاحنات التي كانت تزودهم بالمياه عن العمل بعد تشميع منبع أنساي ما دفع بهم الى جلب المياه من مناطق بعيدة بمبالغ مضاعفة وصلت في الكثير من الأحيان إلى 3000 دينار للصهريج الواحد وهو مبلغ لاتقدر معظم العائلات على تسديده .وطالب بعض المحتجين بالتحقيق في أسباب غلق منبع أنساي في ظل معلومات تتحدث كما يقولون عن عمل مفبرك لغلق هذا المنبع الذي أكدت تحاليل موازية قام بها بعض الأشخاص بأن مياهه سليمة وغير ملوثة كما تدعي السلطات وأن الهدف من غلقه يعود إلى سعي أحد المستثمرين استغلال المنبع كمصدر لعلامة جديدة للمياه المعدنية يريد إنتاجها انطلاقا من هذا المنبع وهو ماتنفيه السلطات البلدية من جهتها والتي أكدت بأن غلق المنبع قرار مؤقت وأنه سيعاد فتحه في حال أكدت التحاليل الإضافية بأن مياهه صالحة للاستهلاك البشري .وظلت الأجواء متوترة أمام مقر بلدية الميلية لعدة ساعات قبل أن تتدخل بعض الأطراف الممثلة المجلس الولائي بقيادة عضو حزب « الآمانال» محمد بومزبر والتي نجحت في فتح حوار مع المحتجين من أجل إقناعهم بتفريق هذا التجمع الحاشد والعودة إلى منازلهم على أمل نقل انشغالاتهم إلى السلطات الوصية وفي مقدمتها الوالي من أجل إيجاد حل لمشكل وضمان عودة المياه الى منازلهم وكذا إعادة فتح المنبع المائي أنساي في حال تأكد بأن مياهه سليمة ولاتشكل أي خطر على صحة مستهلكيها.