استقبل أول أمس القنصل العام الجزائري بتونس رفقة اثنين من مستشاريه، عائلات السياح المعتقلين في سجن سوسةالتونسية.وحسب أحد المقربين من السجناء، فقد طمأن القنصل العام عائلات المعتقلين بخصوص القضية، مؤكدا أنها أصبحت قضية رأي عام وجب التحرك لها وفق التطورات. وأضاف ذات المصدر، أن القنصل قد أكد تحرّك الخارجية الجزائرية بعد استدعائها السفير التونسي بالجزائر وكذا اتصال السفارة الجزائرية بتونس بوزير العدل التونسي من أجل إيجاد حل يقضي بخروج الشباب الجزائري خلال جلسة الإستئناف. وحرص القنصل على وقوف الدولة الجزائرية مع الشباب وبذل كل الجهود من أجل حمايتهم ورعايتهم خلال فترة سجنهم قبل موعد استئناف المحاكمة وإطلاق سراحهم.في ذات السياق قرّرت السلطات التونسية أول أمس، رفع الحجز عن السيارة السياحية ملك السياح الجزائريين المنحدرين من ولاية الجلفة، والذين تم إيداعهم سجن سوسةبتونس. وتتابع السلطات الجزائرية عن كثب تطورات القضية التي أثارت موجة من الاستياء بسبب السلوكات المشينة التي يتعرض لها السياح الجزائريون مؤخرا في الجارة الشرقية تونس. من جهتها آخر ساعة كانت قد تطرقت قبل أيام للإهانة والتمييز الذي يتعرض له السياح الجزائريين في تونس وهذا بشهادة العائدين من الأراضي التونسية والذين تحدثوا عن مآساة حقيقية أثناء قضاء عطلتهم بكل من سوسة والحمامات، من خلال الامتيازات و التسهيلات للسياح الأوروبيين و سوء المعاملة للجزائريين، ناهيك عن الاستقبال الكارثي لهم بالفنادق وطردهم من الغرف المحجوزة بأسمائهم.الأمر الذي نتج عنه دعوات واسعة وسط الجزائريين لمقاطعة السياحة في تونس. والملاحظ مؤخرا، حسب شهادة العديد من الجزائريين الذي زاروا تونس بغرض السياحة أو بغرض التداوي بمستشفياتها، تغيّر أسلوب تعامل التوانسة عموما والأجهزة الأمنية بالخصوص مع السياح الجزائريين، وذلك بعد عودة تدفق السياح الأوروبيين. قبل أن تأتي حادثة اعتقال 5 شبان جزائريين من طرف عناصر الأمن التونسي،لتسيل الكثير من الحبر على الورق حول حقيقة هذه التعاملات السيئة مع الجزائريين وضرورة تحرك الحكومة الجزائرية ،خاصة بعد حادثة اعتقال الشبان 5 الذين ينحدرون من ولاية الجلفة وحسب تصريح عائلاتهم فإنه تم الإعتداء عليهم بالضرب في حاجز أمني وذلك خلال رحلتهم السياحية التي قادتهم إلى تونس بتاريخ 16 أوت الجاري، وهو الأمر الذي أثار حفيظة أوليائهم وجعلهم يطالبون السلطات الجزائرية بالتدخل العاجل من أجل الإفراج عنهم بعد إصدار القاضي حكما قضائيا ضدهم يقضي بالسجن 6 أشهر كاملة.وأوضح شقيق أحد الضحايا، سفيان خليفة، في تصريح لسبق برس، أن شقيقه المدعو مسعود خليفة تعرض للتعنيف الجسدي من قبل شرطي تونسي وذلك رفقة أصدقائه الأربعة وهم بوبكر مبخوتة، أحمد مبخوتة، حمزة مبخوتة، وخليل بخوش، بعد أن قام سائق سيارة تونسي بإيداع شكوى ضدهم.وأضاف في ذات الصدد: «في يوم 20 أوت الجاري، شقيقي وأصدقاوه كانوا يسوقون السيارة بمدينة سوسة، وفي إحدى المحطات اختلفوا مع إحدى السائقين هناك، وحدث سوء فهم بسبب اختلاف قوانين المرور بين البلدين، وبعد مغادرتهم لمكان الواقعة تم توقفيهم في حاجز أمني من قبل شرطي لأن السائق قام بإيداع شكوى ضدهم».وتابع سفيان خليفة: «حدث تلاسن بين الشرطي والشبان الجزائريين، وتطور الأمر للإعتداء بالهراوة عليهم رغم سنهم الصغير ولم يكونوا في حالة سكر، ليتم اعتقالهم فورا ووضعهم في السجن، واحتجاز كل ممتلكاتهم من بينها السيارة، وسحب هواتفهم النقالة، ولم نسمع بالقضية إلا بعد مرور أيام، لنقوم بعدها بتوكيل 3 محامين أحدهم جزائري، وقد حكم القاضي عليهم بالسجن لمدة 6 أشهر يوم أمس خلال المحاكمة، وحاليا قمنا بتقديم طلب لاستئناف الحكم». وعن التهم الموجهة للشبان الجزائريين الخمسة، أوضح المتحدث أنها تتمثل في الاعتداء على الحاكم أي الشرطي أثناء تأدية مهامه. وبخصوص موقف السفارة الجزائرية من القضية، أكد شقيق الضحية، مسعود خليفة، أنه تلقوا استدعاء من السفارة التي طلبت منهم جلب ملف القضية ومحضر الحكم القضائي. وطالب خليفة، بالإفراج عن شقيقه وأصدقائه في أقرب الآجال، مناشدا السلطات الجزائرية التدخل العاجل، لأن اثنين منهم يعانيان من فقر الدم الحاد، والبقية على أبواب الدخول الجامعي.