وضع كهل في عقده الخامس حدّا لحياة زوجته بعد أن قام بخنقها داخل فناء منزله بعنابة مستعملا حبل أرجوحة ابنتيهما في تنفيذ جريمته النكراء قبل أن يتّصل بالقوّات الأمنية للتبليغ عن انتحارها وتعود حيثيات الواقعة التي هزّت المجتمع العنابي وكلّ من سمع بحيثيات القضيّة إلى يوم 14 أفريل من السنة الفارطة، أين تلقّت مصالح أمن الحجار مكالمة هاتفية مفادها التبليغ عن انتحار سيّدة في فناء منزلها المتواجد على مستوى شارع زيغود يوسف، لتتنقّل عناصر فرقة الشرطة القضائية رفقة عناصر الشرطة العلمية إلى مسرح الجريمة التي عاينت المكان وتبيّن وجود جثّة الضحية المسمّاة "م.ف"، حيث كانت مستلقاة على ضهرها في فناء المسكن الأرضي وكان رأسها مائلا نحو الباب باتّجاه كتفها الأيمن، كما رصدت الجهات الأمنية المختصّة وجود حبل خشن في فناء مسرح الجريمة مربوط من الجهتين بطول أزيد من 2 متر على شكل أرجوحة وبعيد على مستوى الأرض بحوالي 0.28 متر، إضافة إلى العثور على مجموعة من الأدوية الخاصّة بمرض الأعصاب ووصفة طبّية خاصة بالضّحية، ليتمّ فتح تحقيق معمّق لكشف ملابسات القضيّة مع الإستماع إلى أقوال زوجها "م.م" الذي صرّح أنّها انتحرت نتيجة اضطراب نفسي تعاني منه منذ سنة 2018 مشيرا لحالة زوجته التي تمّ عرضها على طبيب للأمراض العقلية بمستشفى أبو بكر الرازي بداية سنة 2019 وطلب من الطبيب السماح لها بالتداوي في المنزل للاهتمام بابنتيهما التي تعاني أحداهما من مرض التوحد، وبعد تناول الأدوية بدأت بالتحسن وأصبحت عاديّة قبل أن تسوء حالتها قبل وفاتها لدرجة أنّها كانت كثيرا ما تهدّد بالإنتحار على حدّ قوله، هذا ومن جهة ثانية فقد تمّ توقيف زوجها "م.م" بعد ثلاثة أيّام من الوقائع بعد أن خلص تقرير الطبيب الشرعي إلى أدلّة تثبت عدم انتحار الضحيّة بل تعرّضها للقتل العمدي عن طريق خنقها بحبل أرجوحة ابنتيهما في فناء المنزل، أين اتّضح للجّهات الطبّية المكلّفة بتشريح الجثّة انتفاخ يديها وتشكيلها لقبضة تتمثّل في غلق أصابعها قبل أن موتها، كما أكّد الطبيب الشرعي في تقريره وجود آثار زرقاء على رقبة الضحيّة يرجّح أنّها ناجمة عن الحبل وآثار أخرى تزيل اللّثام حول تعرّضها للضّغط باستعمال اليد على مستوى رقبتها قبل وفاتها، كما تمّ العثور على خدوش على مستوى أسفل الوجه والرّقبة، تجدر الإشارة أنّ الجهات القضائية بعنابة تابعت الجاني "م.م" بارتكاب جناية القتل العمدي في حقّ زوجته "م.ف" أين مثل أمس الأحد أمام هيئة محكمة الجنايات الإبتدائية التي واجهته بالوقائع المنسوبة إليه في حين التمس ضدّه ممثّل الحق لدى النيابة العامة عقوبة الإعدام قبل أن تسلّط ضدّه محكمة الجنايات عقوبة 20 سنة بعد ارتكابه جريمة وحشيّة راحت ضحيّتها زوجته التي تركت خلفها ابنتان في عمر الزهور.