دفع الجشع والطمع في الميراث بين أفراد العائلة الواحدة، إلى ارتكاب جريمة شنعاء، بطلها عون شبيه بالأمن الوطني، خطط لقتل زوجة عمّه العجوز بفيلتاها ببولوغين ودفنها بحديقة المنزل، بعد أن اعتدى عليها جنسيا برفقة شريكه البنّاء، كونه محترف في قضايا الإجرام وذي سوابق عدلية، ليحبكا معا أطوار سيناريو لمسلسل دموي وجريمة محكمة التنفيذ، انتهت بخنق قريبته بخمارها، بعد أخذ بصماتها على وثائق ومستندات تخص التنازل عن عقد ملكيتها لمسكنها، وجرّها بعد لفّها بقطعة قماش إلى غاية فناء المنزل ودفنها، مخفيا معالم الجريمة. ولكن تأنيب الضمير وعذاب النفس لأحد الجناة، جعله يفصح عن سر الجريمة المقترفة لأحد أقاربه، ليخبر هذا الأخير أقارب الضحية،ليتوجه بدوره بتاريخ 11 أكتوبر 2009،أمام مركز الأمن من أجل التبليغ عن جريمة قتل اقترفها برفقة شريكه المدعو ''ب. ع''، مع دفن وإخفاء جثة الضحية ''ع. ف'' داخل منزلها الفخم، الذي تقيم فيه بمفردها. وانطلاقا من المعلومة الواردة أمام فصيلة البحث والتحري لأمن ولاية الجزائر، فتح تحقيق معمق في ملابسات الجريمة، وتوصلت التحريات إلى عملية توقيف المتهمين الرئيسيين، وكانت حجة دخول الجاني برفقة قريبها، هي إصلاح لها قفل الباب الخارجي للفيلا. وبمجرد مباشرته في العمل، التحق به المدعو ''ب. ع''، حيث قاما بخنقها، غير أنها في بادئ الأمر تعرضت إلى إغماء وجرّها إلى الغرفة، في تلك الأثناء حاول قريبها أخذ بصماتها على الأوراق ومستندات التنازل، لكن وفي لحظة استعادت وعيها تعرّفت على الجناة، الأمر الذي جعل أحدهما يقوم بتكبيلها، وتنقل إلى الطابق السفلي، وبعد أن تولى أحدهما مهمة حفر قبر الضحية بحديقة منزلها، حملت لتوضع ويوارى التراب عليها، وينصرف كل واحد منهما.ومواصلة منهما لإخفاء أثار الجريمة، اقتنيا بعض لوازم البناء من إسمنت ورمل. اختفاء الضحية وانقطاع أخبارها، جعل أبناء الحي يتساءلون عنها، خاصة وأنها معتادة على الظهور، ليتم سماعهم في محاضر الضبطية القضائية، أين أكدوا جميعا على دخول الجاني وتردده على منزلها في الفترة الأخيرة، مستعملا في ذلك مفاتيح خاصة به، التي اتضح أنها استنسخت. وأشار الشهود في معرض تصريحاتهم، إلى أن المتهم الثاني الملقب ''النيڤرو''، كان يردّد عبارات توحي بأن الضحية فارقت الحياة، ولن يتم العثور على مكانها. وكانت مفارقة الضحية للحياة، بعد أن ثبت حسب تقرير تشريحات الجثة من طرف الطب الشرعي، تعرضها إلى عملية الخنق، باعتبارها السبب المباشر للوفاة، وظهور مؤشرات تدل على تعرضها إلى الإغتصاب. كل هذه الأفعال والجرائم، هدفها كان الحصول على الميراث وتقاسم الثروة مع شريكه، مع طمس أثار الجريمة. وبناء على القرائن، وجهت أصابع الإتهام للمتورطين الرئيسيين،بعد تكييف وقائع الجريمة من طرف قاضي التحقيق لدى محكمة باب الوادي،إلى جنايتي القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وممارسة الفعل المخل بالحياء، لتحال مستندات القضية على مجلس قضاء العاصمة لتجرى المحاكمة.