تتواصل معاناة سكان “دوار أسراتو” ببلدية تاكسنة التي تبعد بحوالي (40) كلم عن عاصمة الولاية جيجل وذلك في غياب أدنى متطلبات الحياة بالمنطقة المذكورة التي تتحول كل شتاء إلى سجن مفتوح على الهواء الطلق ويبدو لمن يزور الدوّار المذكور بأنه يعيش في العصور الغابرة من فرط العزلة التي يعانيها وافتقاد سكانه إلى أبسط وسائل العيش الكريم ومن ذلك المرافق الصحية والخدماتية بما في ذلك محلات بيع المواد الغدائية وهو مايحتم على سكان أسراتو قطع عشرات الكيلومترات من أجل التزود بالمواد الأساسية انطلاقا من مقر بلدية تاكسنة ولم يتوان بعض سكان “أسراتو” في حديثهم الى “آخر ساعة” في سرد تفاصيل معاناتهم اليومية خاصة في فصل الشتاء الذي تعرف فيه المنطقة تساقط كميات معتبرة من الثلوج وهو مايعزلها بشكل شبه كلي عن العالم الخارجي إلى درجة أننا يقول أحدهم لانجد أحيانا حتى مانأكله في ظل صعوبة التنقل إلى مقر البلدية وقلة وسائل النقل التي تتشكل في معظمها من سيارات مهترئة من نوع (بيجو 404) ولاتقتصر معاناة سكان أسراتو على كيفية قضاء حاجياتهم اليومية بل تتعداها إلى أمور أخرى من قبيل تضاعف أسعار المواد الغدائية التي يقتنونها حيث تصلهم في أغلب الأحيان بأثمان مضاعفة بفعل ارتفاع تكلفة نقلها إليهم إلى درجة أن سكان الدوّار المذكور يدفعون أكثر من (1100) د.ج مقابل الحصول على كيس سميد من فئة (25) كلغ و الذي لاتتجاوز قيمته في الأسواق (960) دينارا وهو ماينطبق على بقية المواد الغدائية الأخرى خاصة الأساسية منها هذا دون الحديث عن قارورات الغاز التي تكاد تقفز إلى خانة الكماليات بالنسبة لسكان “أسراتو” رغم دورها الحيوي في جميع فصول السنة وبالأخص فصل الشتاء .هذا وقد ناشد سكان “أسراتو” السلطات الولائية من أجل إيلاء منطقتهم العناية المطلوبة في إطار برنامج التنمية الريفية بما يكفل إخراجها من عزلتها الحالية التي أثرت كثيرا على طبيعة الحياة بهذه المنطقة ودفعت بالكثير من سكانها إلى سلك سبيل الهجرة بحثا عن حياة أفضل بعد أن سئموا من حياة الذل التي لم ترحم حتى فلذات أكبادهم .