غاب علي هارون ورضا مالك وآخرون عن تخليد ذكرى اغتيال المرحوم «سي الطيب الوطني»، لسنوات عديدة، إلا أنهم عادوا هذه المرة وتذكروا رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا، لكن، في تاريخ يفرق بثلاثة أيام عن يوم اغتياله، هو الثاني من جويلية، بعد أن كان «ناصر بوضياف» قد وقف أمام قبر والده يوم 29 جوان الفارط، التاريخ الحقيقي لسقوطه قتيلا بعنابة العام الماضي، في الذكرى ال17 اغتيال محمد بوضياف، تساءل نجل الراحل، ناصر بوضياف، أين هم علي كافي وعلي هارون وخالد نزار؟، زملاء والده، في معرض استغرابه تجاهلهم المشاركة في ذكرى رحيله، وبدا أن سؤاله، وجد له صدى عند علي هارون، ورضا مالك الذين قصدا أمس في الثاني من جويلية 2010، مقبرة العالية، لتخليد الذكرى ال18 لاغتيال سي الطيب الوطني، ليضعا إكليلا من الزهور على ضريحه الرخامي القابع أمام قبر الراحل بومدين. حضر جمع غفير من الناس، مواطنون ورفقاء المرحوم وأصدقاء العائلة، وسط دهشة من «أوفياء الذكرى» الذين لم يفوتو مرة للترحم على الفقيد بمقبرة العالية طيلة الأعوام الفارطة، عن السر وراء الحضور الغفير، بل وعن حضور علي هارون ورضا مالك والجنرال المتقاعد محمد تواتي.. وتوجه أحد أصدقاء العائلة لنجل بوضياف قائلا له «إنها معجزة أين كان هؤلاء من قبل»؟، بينما رد عليه ناصر بوضياف بالقول « ماعليش غير يجو برك». لم يكن ناصر، سوى مواطن سمع بأن «علي هارون نظم على غير العادة، وقفة لإحياء ذكرى رحيل سي الطيب الوطني»، فقصد مقبرة العالية لحضور وضع الزهور على ضريح أبيه.. أو هذا ما قاله ل» لأخر ساعة «، مضيفا :» البعض تلقى أوامر لإحياء الذكرى». وبقدر الاستغراب الذي أبداه أصدقاء العائلة عن نوعية الحضور غير المعتاد، بقدر ما تساءل هؤلاء عن خلفية اختيار يوم الثاني من جويلية لتخليد الذكرى، طالما أن محمد بوضياف أغتيل يوم 29 جوان، ودرجت العائلة على الاحتفاء برحيله في مثل هذا اليوم من كل سنة. وسأل، ناصر بوضياف، عمن نظم وقفة الأمس، فقال «إنه علي هارون» ولماذا هذا اليوم بالذات؟، رد ناصر» لا أدري، أنا سمعت فأتيت» وكانت عائلة بوضياف وبعض رفاقه ومواطنين، أحيوا الذكرى ال18 لرحيله يوم 29 جوان المنصرم، أي ثلاثة أيام قبل موعد الأمس، غاب فيها الرسميون، بينما وضع فوج كشفي، إكليلا من الزهور أمام قبر الفقيد. ليعود بعضهم إلى المقبرة لثاني مرة في ظرف ثلاثة أيام، بمناسبة الذكرى التي نظمها علي هارون تحت شعار» تكريما لبوضياف». ورد ناصر عن سؤال عما إذا كان الحضور المميز للذكرى، أمس، يقرا على أن ثمة نية لإعادة الاعتبار للمجاهد سي الطيب الوطني من قبل الدولة، قائلا «لا أظن.. هناك من تلقى أوامر فنزل إلى العالية هذا كل ما في الأمر». واستطرد نجل سي الطيب، موضحا « رغم هذا الحضور، إلا أنه لا يكفي أمام رجل وهب حياته لخدمة البلاد، ذكرى رحيل والدي طالها التهميش وهذا مالا يحصل في أي بلد»، وتابع ناصر» لا أريد سوى الحقيقة، على هؤلاء أن يتحلو بالشجاعة ويقولون الحقيقة..من الذي قتل والدي». وطعن المتحدث في مصداقية «مؤسسة بوضياف»، قائلا أنها «متوقفة منذ خمس سنوات، ولم تقدم أي خدمة للوطن». وحظيت ذكرى أمس، بتغطية أمنية، حيث لوحظ تواجد أفراد من الشرطة و الدرك الوطني