حل أمس، وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد رفقة وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، للاطمئنان على الوضع الصحي للأستاذة ريحانة بن شية، التي تعرضت لطعنة خنجر خطيرة على يد أحد تلاميذها بمتوسطة تاكسلانت أين تدرس مادة اللغة العربية، حيث تم اخضاع الضحية الى عملية جراحية دقيقة دامت لأكثر من ساعة ونصف باشراف من طاقم طبي بمستشفى باتنة الجامعي، بقيادة كل من الأستاذ ساحلي والجراح مقعاش تم خلالها انتزاع الخنجر من ظهر الضحية بعد عملية معقدة دامت أكثر من ساعة و نصف، وقد حدد عمق الطعنة ب 17.42 سم، وسط ترقب كبير لكل من سمع بالحادثة وتتبع للوضعية عن كثب، قبل الافصاح عن نجاح الطاقم الطبي في العملية وخروج الضحية من مرحلة الخطر وزير التربية أكد في تصريح له لدى وقوفه على حالة الضحية، أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد التلميذ المعتدي، معتبرا في ذات السياق أن الحادثة هذه حالة شاذة لا يمكن تعميمها على كافة المدرسة الجزائرية، كما أنه لا يمكن استغلال الحادثة في التهويل للمساس بالعلاقات الطبيعية بين التلاميذ والأساتذة. كما طمأن الأستاذة المصابة بالطعنة والمقبلة على اجتياز امتحان الترقية الى استاذ رئيسي أنه سيتم تهيئة الظروف المواتية لاجتيازها الامتحان داخل المستشفى بطريقة شفوية. هذا وكانت النيابة المحلية لدى محكمة نقاوس، قد أصدرت امس الأول بيانا حول تفاصيل القضية التي هزت الرأي العام الوطني، جاء فيه أن التلميذ "ع ه"، في الصف الرابع، بمتوسطة السعيد عماري ببلدية تاكسلانت، دائرة أولاد سي سليمان ولاية باتنة، قام بتوجيه طعنة لأستاذة اللغة العربية ريحانة بن شية، عندما كانت هذه الأخيرة واقفة بفناء المؤسسة أمام الجناح الإداري، خلال فترة الاستراحة، قبل أن يغدرها التلميذ ويوجه لها الطعنة اين اخترق الخنجر جسدها ولم يتبق منه سوى المقبض الخشبي، وظل الخنجر مغروس في الكتف، قبل أن يلوذ بالفرار الى وجهة مجهولة، وسط ذهول كبير للتلاميذ والأساتذة، الذين قاموا بالاتصال بالمصالح المعنية، حيث تم نقل الضحية الى مستشفى نقاوس على متن سيارة اسعاف، ومن ثم تم تحويلها الى مستشفى باتنة الجامعي لخطورة وضعيتها، وعن سبب اقدام التلميذ على فعلته الشنيعة هذه، فهي ترجع حسب بيان النيابة العامة الى عدم تقبله استدعاء الاستاذة لولي التلميذ القاصر، في الساعة العاشرة من نفس اليوم حول سلوكه السيء، ليترصدها في الفترة بعد الظهيرة ويغدرها بطعنة خنجر، هذا وقد تم توقيف المعتدي بالتنسيق مع والده، الذي قام بتسليمه لمصالح الدرك الوطني التي فتحت تحقيقا في الحادثة، كما تنقل والد المتهم الى المستشفى لتقديم الاعتذار للاستاذة وعائلتها. وكانت مختلف المصالح المعنية في حالة تأهب قصوى لانقاذ حياة الاستاذة ومن ذلك وضع مرحوية عمودية تابعة للحماية المدنية رهن اشارة الفريق الطبي لنقلها الى مستشفى قسنطينة او العاصمة اذا اقتضى الامر ذلك، قبل أن ينجح الفريق الطبي في العملية وتجتاز الضحية مرحلة الخطر وكان وزير الصحة والسكان عبد الحق سابحي وباسم كافة اطارات الادارة المركزية قد وجه رسالة شكر وعرفان وتقدير للطاقم الاداري والطبي بالمركز الاستشفائي الجامعي بن فليس التوهامي بباتنة على الجهود المبذولة بكل احترافية لانقاذ الاستاذة. من جهته والي ولاية باتنة محمد بن مالك فقد تنقل فور اخراج الضحية من غرفة العمليات الى المستشفى للاطمئنان على حالتها. وقد لاقت الحادثة تضامنا كبيرا من طرف المواطنين مع الاستاذة المغدورة مطالبين بردع مختلف هذه السلوكات التي باتت تتهدد الاستاذ من طرف التلاميذ كما دعا منتسبي قطاع التربية الى ضرورة بحث سبل وآليات حماية للطاقم التربوي يعيد للمدرسة الجزائرية مكانتها السابقة المفقودة من خلال بحث الأسباب وايجاد الحلول.