ما ينتظر أن يبلغ مدلسي، نظيره الأمريكي، موقف الجزائر الداعم للحل السياسي السلمي لوقف القتال في ليبيا. وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، في ظرف دولي حساس جدا، تميزه الثورات في البلدان العربية، بينما سجلت العلاقات الجزائريةالأمريكية، اختلافا في وجهتي النظر بشأن الخلاف بين القائد امعمر القذافي ومن يسموا أنفسهم ب ‘‘ المجلس الانتقالي‘‘ ومن ورائه « الثوار»، وقد أبلغت الجزائر التي تعتبر دولة محورية في الأزمة الليبية، الإتحاد الأوروبي و الولاياتالمتحدة موقفها بعدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي لما تصاعدت أصوات من المجلس الانتقالي «يندد بموقف الجزائر الداعم لقوات القذافي « الموقف الذي نفته الجزائر جملة وتفصيلا على لسان وزير الخارجية مراد مدلسي، غير أن المجلس الانتقالي مايزال يبحث عن أطراف تمارس الضغط على الجزائر من اجل أن تعترف بما يتهمها به، من بينها فرنسا و وواشنطن، كدولتان فاعلتان في الأزمة الليبية، ويرى الملاحظون أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستعمل على إقناع الجزائر بإبداء موقف مؤيد لموقف الثوار، وأن تفتك منها موقفا صارما يميل على كفة دون الأخرى، بعد أن أكدت الجزائر أن موقفها هو موقف الإتحاد الإفريقي، وعملا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وهو الموقف الذي لم تستسغه واشنطن كما باريس اللتان تعملان على الزج بالجزائر في مستنقع ليبي خطير، خاصة بعد أن رفضت الجزائر طلبا تقدمت به قيادة قوات الحلف الأطلسي ، من اجل استخدام ترابها على الحدود الشرقية من اجل قصف قوات امعمر القذافي. وخارج إطار الأزمة الليبية، أفاد بيان وزارة الخارجية أمس، أن مدلسي سيجري محادثات مع منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية دانيال بنجامين و مساعد كاتبة الدولة للشؤون الخارجية ويليام بارنز. كما سيعقد لقاء مع جون بريمن المستشار الخاص للرئيس باراك اوباما و مع كاتبة الدولة السيدة هيلاري كلينتن. وعلاوة عن ذلك ستطرح جوانب العلاقة الثنائية بين البلدين التي شهدت «تطورا ملحوظا» خلال السنوات الأخيرة ، حيث سيجري رئيس الدبلوماسية الجزائرية «مع المسؤولين الأمريكيين في إطار الحوار الذي أصبح منتظما مشاورات معمقة حول المسائل السياسية الدولية و الإقليمية ، على غرار الوضع في المغرب العربي والساحل و الشرق الأوسط و النزاعات في إفريقيا و محاربة الإرهاب». أضاف بيان الوزارة أن الزيارة «تأتى في سياق الزيارات العديدة المتبادلة لمسؤولين سياسيين و برلمانيين و من عالم الأعمال التي تعكس إرادة مشتركة في إعطاء العلاقات الجزائريةالأمريكية بعدا أكثر طموحا من حيث الاستثمارات و الشراكات». كما أكد البيان أنه من حيث المبادلات التجارية تعتبر الولاياتالمتحدة أول شريك تجاري للجزائر بحجم إجمالي للمبادلات قدر بنحو 16 مليار دولار سنة 2010. ليلى/ع