و ينشط أفراد هذه العصابة الدولية الذين ينحدرون من القارة السمراء ، عبر بعض ولايات الوطن وبمجرد دخولها إلى التراب الوطني ، تتلقى دروسا معمقة بشأن طبيعة تعامل الجزائريين ونقاط ضعفهم وقوتهم ، إضافة إلى دروس أخرى عن طرق التلاعب وخفة اليدين وطريقة استعمال السوائل والمواد المستخدمة في التزوير ليتم توقيف أحد أخطر أفرادها و هو من جنسية مالية فيما تمكن رفيقه من الفرار . و تعود وقائع هذه القضية الأولى من نوعها على مستوى إقليم ولاية قالمة ، إلى بحر الأسبوع الماضي ، عندما وردت معلومات مؤكدة إلى قائد كتيبة الدرك الوطني لبوشقوف مفادها أن شخصين من جنسية مالية ، يقومان بالنصب والإحتيال على الأشخاص ، باستعمال بعض الأساليب التسويفية والسحر لسلبهم مبالغ مالية باهظة . وبعد عملية متابعة وترصد للمشتبه فيهما اللذان كانا يستغلان أحد الفنادق للإقامة فيها بوسط مدينة عنابة ، تم استدراج أحدهما ، إلى مدينة بوشقوف ، أين تم توقيفه وبحوزته بعض السوائل والمواد الكميائية المختلفة المستعملة في تزوير العملة . و بعد التحقيق المعمق مع المشتبه فيه تبين أنه أثناء مراحل عملية النصب و الاحتيال يقوم بإحضار ظرفين بريديين بمدخلين متعاكسين ، ويضع بداخل أحدهما أوراقا نقدية صحيحة ، فيما يضع بالظرف الآخر أوراقا نقدية مزورة من فئة ألف دينار جزائري ، ليقوم بعدها بحركة خفيفة يوهم ضحاياه أنه يقوم بتحويل المبلغ المتفق عليه مسبقا ، باستخدام بعض المواد الكميائية ، محاولا استمالة الضحايا و كسب ثقتهم خاصة أصحاب الطمع ،بالحصول على مبالغ مضاعفة ، كما يوهمهم بقدرته و براعته في تحويل الأوراق العادية إلى مبالغ مالية ، و يشترط عليهم مبالغ مالية تفوق 100 مليون سنتيم على أساس أن شريط الفيلم الذي يحوزه لاستخراج الأوراق النقدية لا يمكن استخدامه في أقل من هذا المبلغ ، مقابل تسليمه نسبة 50 بالمائة نقدا من المبلغ المتفق على نسخه نادية طلحي