عرفت العديد من الأسواق والساحات العامة بعاصمة الكورنيش جيجل خلال الأيام الأخيرة العديد من الشجارات والمشاحنات التي أسفرت عن اصابة عدد من كبير من الأشخاص وهو مادفع بمصالح الأمن الى تعزيز حضورها بهذه الفضاءات التي تحولت الى مايشبه ساحات حرب بفعل الشجارات المتكررة بها . واذا كانت الأيام الأولى من رمضان قد شهدت هدوءا نسبيا بأغلب أسواق جيجل وهو ماارتاحت له حتى المصالح الأمنية فان النصف الثاني من الشهر الفضيل أو بالأحرى العشر الأواخر من شهر رمضان عرفت تحولا جذريا في الوضع الأمني بربوع الولاية (18) حيث وعلاوة على الجريمتين اللتين هزتا كل من عاصمة الولاية وكذا بلدية ألاود عسكر والتي ذهب ضحيتها ثلاثة أشخاص أبرياء وكذا حوادث المرور التي أودت بدورها بعدد مماثل من الأشخاص فقد شهدت العديد من الأسواق جملة من الشجارات الدامية التي أستعملت فيها السواطير والسيوف ومختلف الأسلحة البيضاء وهو ماأسفر عن اصابة عدد معتبر من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة ناهيك عن ترهيب العديد من المتسوقين والمارة ممن استهجنوا مثل هذه التصرفات التي لطالما ألصقها أصحابها بالشهر الفضيل وكذا ارتفاع درجات الحرارة وهما منها بريئان براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام . وكانت أخطر هذه الشجارات هي تلك التي نشبت بكل من سوق الجملة بعاصمة الولاية جيجل وكذا الميلية حيث أصيب خمسة أشخاص مع بداية الأسبوع الجاري بعد تعرضهما لإعتداءات مختلفة بالعصي والسكاكين من قبل أشخاص آخرين وهو نفس ماحدث بمدينة العنصر التي تدخلت فيها مصالح الأمن لفض معركة بين تاجرين أستعملت فيها السواطير ومختلف أنواع الأسلحة البيضاء الأخرى وهي المعركة التي كان بامكانها أن تودي بحياة أحد طرفيها وذلك في ظل حالة الغضب التي كان عليها الشخصان المتخاصمان . ولعل القاسم المشترك في كل المشاجرات التي شهدتها أسواق عاصمة الكورنيش جيجل هو أن أطرافها اما أن يكونوا من التجار الباحثين عن استقطاب أكبر قدر من الأموال ولو على حساب شركائهم في المهنة أو من المتسوقين الذين عجزوا عن كبح جماح شهواتهم وملذاتهم والذين جعلوا من الشهر الفضيل فرصة لتفجير غلهم المكبوت سواء كان ذلك بسبب أو بدونه . هذا وقد أحصت المصالح الأمنية على مستوى عاصمة الكورنيش جيجل أكثر من (50) شجارا منذ بداية شهر رمضان على مستوى المدن الكبرى للولاية لوحدها وبالأخص الأسواق والساحات العامة وهو رقم يعكس الإرتفاع المتواصل في نسبة الجريمة والإعتداءات في ولاية تسير بخطى ثابتة نحو اعتلاء قائمة أكبر الولايات الجزائرية اجراما وخطرا على حياة البشر . م/مسعود