كثفت مصالح الأمن بعاصمة الكورنيش جيجل، خلال هذه الأيام، من تحركاتها بمعاقل الجريمة المنتشرة عبر عدة نقاط من عاصمة الولاية، وكذا بقية المدن الرئيسية الكبرى كالميلية والطاهير، لغرض تضييق الخناق على العصابات الإجرامية التي وجدت في شهر رمضان فرصتها لمضاعفة نشاطاتها التي باتت تشكّل خطرا على أرواح وممتلكات المواطنين. وقد سجلت ذات المصالح، خلال النصف الأول من شهر رمضان المعظم، ارتفاعا واضحا في عدد العمليات الإجرامية، خصوصا بعاصمة الولاية التي أسفرت عن سقوط قتيلين في ظرف لا يتعدى الأربعة أيام، وذلك في عملية تصفية حسابات بين عناصر هذه الشبكات. وهي الحصيلة التي هزت الرأي العام المحلي، بحكم الطابع المسالم للمنطقة، من دون الحديث عن عمليات السرقة والاعتداءات الجسدية التي شهدتها بعض الشوارع والأزقة المعزولة التي وقعت بعضها تحت سيطرة عناصر الإجرام، وهو ما أدى بمصالح الأمن إلى تكثيف دورياتها بهذه الشوارع في محاولة لتشديد الخناق على هذه العناصر التي لم تراع حتى حرمة الشهر الكريم، بدليل التصرف المشين الذي قامت به عناصر منحرفة بالقرب من المحطة الشرقية لنقل المسافرين، حيث ضبطت من قبل عناصر الأمن وهي تتناول الطعام في وضح النهار وعلى مرآى من المارة، وهو التصرف الذي كان محل تنديد كبير من قبل السكان. وقد لقيت تحركات مصالح الأمن الرامية إلى إعادة الأمن إلى ربوع المدن الجيجلية، ارتياحا كبيرا لدى المواطنين الذين استحسنوا المبادرة، بل وطالبوا بتوسيع نطاق المداهمات اليومية التي تقوم بها عناصر الأمن، لتشمل بقية أوكار الجريمة والرذيلة التي باتت تنتشر بالولاية، ومن ثمة إعادة الوجه الناصع لعاصمة الكورنيش التي ظلت مضربا للمثل في الأمن والسكينة، حتى أيام الأزمة الأمنية، وهي الميزة التي بدأت تفتقدها هذه الأخيرة مع مرور الشهور والأعوام بشهادة كل الزوار مؤخرا.