الكاتبة التونسية سهام بن سدرين في ملتقى إعلامي في عنابة حول «وسائل الإعلام ومناضل حقوق الإنسان «هي كاتبة وناشطة في حقوق الإنسان من مؤسسي الحزب الديمقراطي التقدمي وإستقالت منه وهي الأن مؤسسة ومالكة لراديو الكلمة ولدت في 28 أكتوبر 1959 في المرسىبتونس متحصلة على ديبلوم في الفلسفة من جامعة تولوز ومن أهم كتبها التي نشرت باللغة الألمانية «المهزمون المحررون» سنة 2004 و «ديكتاتورين على أبواب أوروبا» سنة 2005 . إهتم الجزائريون إهتماما بالغا بالأحداث التونسية وأخرها ما وقع بالمرسى ولم يفهم المتابعون ما الذي جعل الأمور تصل الى هذا الحد بعد الثورة وسقوط نظام بن علي فما هو رأيك حول هذه الوقائع ؟ الأحداث لم تبدأ من المرسى بالتحديد بل بدأت بجملة من المواقع في تونس وخارج تونس وبالتحديد بالضاحية الجنوبية هي أحداث عنف كان سببها عرض لوحات فنية تهم الرأي العام أما أن يكون هناك إعتداءات فهذا في رأي هو مجرد محاولة بث الرعب وزعزعت الإستقرار السياسي وأكبر دليل على ذلك هي الحملات العنيفة التي لم تستهدف مرة واحدة المرسى بل إستهدفت محكمة الجنايات بالضاحية الجنوبية أين تم حرق خزينة تحتوي على شيكات بدون رصيد وحرق بقرطاج بالضاحية الشمالية بمقر الشرطة العدلية إذا فهو إعتداء إستهدف مقرات لا علاقة لها بالمس بالمقدسات أين ظهرت عناصر أمام الرأي العام التونسي ومحاولة استغلال المشاعر الدينية وإستفزازها وجرهم الى اعمال العنف وإستخدام جماعات سلفية لتحريكهم وأنا أؤكد أن تونس حاليا تعرف هذه الأحداث بسبب المجرمين التابعين للنظام السابق وشبكات المافيا التي تعمل على تشجيع هذه الأعمال غير القانونية. نددت القوى التونسية بما فيها الرئيس منصف المرزوقي بمحاولات المساس بالدين الإسلامي ، هل تعتبرين هذا تراجعا أمام ضغوط التيار الديني ؟ القوانين التونسية الحالية تحمي بما فيه الكفاية المقدسات الإسلامية اليوم والقول بأن هناك حركة تمس المقدسات هذا غير صحيح ولا أعتقد أنه هناك خطر على الإسلام أو خطر على المقدسات في تونس لأنه هناك قوانين رادعة لكل من يتجرأ على المساس بالمقدسات التونسية . لقد رأينا تنظيم وهيكلة وقدرة الإسلاميين على تغيير الصفوف والتجنيد في عدة مناسبات وكنا ننتظر استعراضا لهذه القدرات في مسيرة الجمعة الملغاة ، هل يملك الديمقراطيون الوسائل التي يمكن لها أن تكبح جماح هذا التيار ؟ تونس بصدد اعادة رسم الخارطة السياسية والفكرة والمنظومة كلها ، نحن في مرحلة أنتقالية وكل شيء مطروح لإعادة الإنتماء أكيد هناك ظواهر غير سليمة تعبر عن ذاتها لتستفيد من مناخ الحرية هي تيارات عنيفة متطرفة تسعى الى خوض تطوراتها بالعنف على المجتمع وأنا أؤكد على أن دولة تونس اليوم هي دولة شرعية وتملك بما فيه الكفاية من المشورة بأن تمارس سلطة القانون على هذه المجموعات التي تسعى الى زعزعة إستقرار البلاد .نحن شعب حر وهذه العناصر لا تخيفنا ونعتقد بأن تونس تعمل على الاستقرار الديمقراطي شيئا فشيئا وليست العملية بالسهلة او الآنية في أن تواجه هذه المصاعب ونحن نعتبر أننا في طور البناء لتحديات طبيعية وإن شاء الله نكون موفقين ونجعل من تونس بلدا ديمقراطيا يتناقض نهائيا مع المنظومة الاستبدادية