قد يرسم البعض منا في خياله عالما افتراضيا لسجون النساء في الجزائر على شاكلة الأفلام أو المسلسلات لكن الواقع أكبر من أن يستوعبه أو يتخيله عقل شخص عادي، فهو عالم مليء بالعجائب والغرائب والمفاجآت حيث صنع امتزاج الألم والإحساس بعدم الأمان والحرمان العاطفي وسطا إجراميا أكثر خطورة من الوسط الخارجي. كل شيء في سجون النساء تحكمه قوانين داخلية صارمة تلقى كل من يتمرد عليها عقوبات صارمة قد تطال حتى الحارسات في حالة تعارضن مع ما تفرضه السجينات القائدات، ففي سجن النساء لا وجود للقوانين والعقوبات المعمول بها والبقاء للأقوى حسب قانون الغاب. عصابات، قائدات وقوانين.....وويل للمغضوب عليهن يبدأ التعارف بين السجينات على أساس الانحدار من نفس المنطقة حسب ما ترويه إحدى السجينات التي أطلق سراحها مؤخرا أو قد تجمع بين السجينات مصالح مشتركة أو قد تتعرف إحدى السجينات على صديقتها داخل السجن كانت تربطها بها علاقة خارج أسوار المؤسسة العقابية وتجتمع داخل الزنزانة الواحدة نساء من كل الفئات متزوجات ومراهقات، شابات وحتى عجائز وتبدأ الخلافات عن طريق التفرقة بين السجينات مما ينتج عنه تضارب كبير في المصالح كأن تستبدل إحدى السجينات صديقتها بأخرى جديدة مما سيحرم القديمة من حقوقها في الحصول على حصتها من المخدرات أو الحبوب المهلوسة التي تكون بعض عونات الأمن أو الحارسات داخل سجن النساء مضطرات لإدخالها خفية بعيدا عن عيون الرقابة. وقد تحدث صراعات داخلية كبيرة جراء وصول سجينة جديدة تطمع أكثر من واحدة في التعرف عليها وضمها إلى مجموعاتها لتجد هذه الأخيرة نفسها في حيرة كبيرة لتضطر في الأخير إلى الانضمام إلى الأقوى لتفادي تعرضها لعقوبة الضرب أو غيرها بمجرد إغلاق أبواب الزنزانة ليلا ولكي تكون في منأى عن استغلالها في التنظيف أو غيرها من الأعمال الداخلية بالسجن، فيما تضطر الأخرى التي وجدت نفسها خارج المجموعة إلى التوجه لخدمة سيداتها داخل السجن بحثا عن الرضى وتجنبا لغضبهن الذي لا يرحم أحدا حتى عونات الأمن وإلى هنا يبقى الأمر جد عادي!. زواج ومخدرات لنسيان الواقع المرير بينما كنا بصدد البحث عن عجائب وأسرار سجن النساء تفاجأنا بحقائق يصعب على الجميع تخيلها حيث يصبح زواج المرأة بالمرأة مباحا لتعيش داخل أسوار السجن تحت جناح الزوج المرأة التي تتولى عملية حماية زوجتها التي تختارها وكذا الإنفاق عليها. وهو ما كانت قد روته لنا سجينة محكوم عليها بالإعدام بسجن بوزعرورة، حيث تتحصل الزوجة على كل ما تطلبه فقط عليها الأمر ليكون كل شيء بين يديها حتى إن تطلب الأمر تقديم رشوة لإحدى العونات لإحضار طلب الزوجة من خارج السجن. تبدأ الأحداث بصفة عادية جدا عندما تعجب إحدى السجينات اللواتي يعتبرن من الطبقة القائدة لتطلب منها أن تكون زوجتها وفي حالة الموافقة تخضع الزوجة لكل القوانين بما فيها إشباع غريزة الزوج الذي هو المرأة الأخرى الحبيبة فيما تتحصل مقابل ذلك على كامل حقوقها من الحبوب المهلوسة وكذا المخدرات إلى جانب اللباس وأدوات الزينة وقد تتعرض لعقوبات صارمة كل من تحاول الاقتراب من الزوجة التي اختارتها إحدى القائدات داخل السجن فهي تعيش بكل حرية وتعبث كما تشاء وإن حدث وأن تحرشت بها إحدى السجينات أو أبدت إعجابها بها فإن السجن يتحول إلى حلبة مصارعة بعد أن تشتعل نار الغيرة في قلب الزوجة القائدة تلعب دور الزوج والتي قد تدمر كل شيء انتقاما لشرفها وكبريائها هي كلها حقائق تحصلنا عليها خلال زيارتنا المتكررة للسجن. عونات حراسة برتبة مهربات للمخدرات داخل السجن حقيقة أخرى ترويها إحدى عونات الحراسة التي تعرضت للطرد جراء معارضتها لأوامر قائدة السجينات حيث تؤكد بأن بعض عونات الأمن أو الحارسات اللواتي يكن وحدهن مسؤولات عن الأمن ومراقبة السجينات -حيث يمنع دخول أي رجل إلى الجهة المخصصة للنساء- يضطررن إلى تلبية أو الخضوع لجميع مطالب السجينات خاصة المتعلقة بإيجاد طرق لإدخال الحبوب المهلوسة والمخدرات سواء عن طريق مزجها بالأكل أم غيرها من الطرق وذلك تفاديا لغضب السجينات اللواتي قد يتحولن إلى وحوش في حالة عدم تحصلهن على حصتهن من المهلوسات قد تصل إلى ضرب العونات أو محاولة الانتحار بواسطة الإبر أو تقطيع الشرايين، علما أن أغلب السجينات يتناولن الحبوب المهلوسة أو المهدئات لنسيان الواقع الراهن داخل السجن وهو ما يجعلهن شرسات للغاية عند نقص تزودهن بالمواد المطلوبة التي تعمل عصابات منظمة من خارج السجن على تزويدهن بها بصفة دورية فيما قد تتحول إحدى السجينات إلى مروجة للمخدرات داخل زنزانة السجن وتوزيعها يكون مجانا للمقربات وبمبالغ باهظة للأخريات. كل شيء مباح لإشباع غرائزهن الجنسية حتى الخضر والفواكه والأعضاء البلاستيكية تمكنا من خلال التحقيق مع بعض السجينات وكذا المسؤولين بالمؤسسات العقابية وكذا إحصائيات نفسانيات سبق وأن تعاملنا مع سجينات من الحصول على بعض تفاصيل الحياة اليومية لنزيلات السجن أهمها ما يتعلق بالجانب الجنسي حيث تعمل الكثيرات على إبتكار السبل لإشباع غرائزهن الجنسية حسب بعض الشهادات الحية لسجينات سابقات بالطريقة التي تراها مناسبة فاللواتي تزوجن أو بالأحرى المرأة التي اختارت زوجتها تختار طرقا للتشبه بالرجال كالاستعانة بالخضر والفواكه التي تشبه العضو الذكري وأحيانا يكون السحاق هو الحل لتلبية الشهوات المكبوتة وفي أحسن الأحوال تتمكن السجينات من الحصول على عضو ذكري اصطناعي يتم التداول عليه خاصة ليلا وقد تنشأ مشادات قوية وعنيفة تنتهي بصراعات دامية من أجل العضو الذكري الذي تمكنت من إدخاله إلى الزنزانة بمساعدة بعض عونات الحراسة. مكائد للإيقاع بكل حارسة تحيد عن قانون القبيلة إذا حاولت إحدى عونات الحراسة الميل لإحدى السجينات خاصة الضعيفات ومساعدتها على حساب باقي السجينات فإنها ستقلي الويل فالسجينات الباقيات يجتمعن ضدها وفي لمح البصر تدبر لها مكيدة مع الإدارة عن طريق اتهامها بإدخال المخدرات والحبوب المهلوسة للسجينة التي تميل إليها أو أنها تعمل وسيطة لنقل الرسائل بين الأقارب والمسجونة وغيرها من التهم التي تكون في أغلبها خطيرة وتمكن من التخلص منها، حيث تكون بعدها عقوبات الإدارة صارمة قد تصل إلى توقيف الموظفة عن أداء مهامها أو تحويلها إلى مؤسسة أخرى ونادرا ما تتحصل الموظفة التي دبرت لها السجينات مكيدة على إنذار شفاهي أو كتابي بسبب قوة حجة السجينات اللواتي يتمكن من حبك خطتهن بكل خبث للتخلص من الموظفة أو الحارسة. تحرشات المسجونين الرجال عن طريق الرسائل الغرامية قد يحدث وأن تحاول إحدى السجينات خاصة اللواتي لديهن الحق في الحصول على الإفراج المشروط التعرف على أحد المسجونين من الرجال في الجناح الآخر هنا تلعب بعض الحارسات أو العونات دورا كبيرا في إيصال الرسائل الغرامية للجهة الأخرى فيما تكون مضطرة تحت الضغط في بعض الأحيان إلى تحويل بعض الوجبات كاللحم المرحي والمرقاز للسجين بالتواطؤ مع بعض حرَّاس الجهة الخاصة بالرجال علما أن وجبة اللحم المرحي والمرقاز تعد من أكثر الوجبات المطلوبة داخل السجن خاصة بالنسبة للنساء إلا أنها ممنوعة، حيث تتم عملية إدخالها سرا كونها من أكثر الوجبات التي تخبأ داخلها الحبوب المهلوسة أو تمزج داخلها، وعلى الحارسة أو الموظفة التي تكلف من طرف السجينات لنقل الرسائل ان تحضر الرد بنفس الطريقة لتفادي غضب السجينات وهي الحقيقة التي كشفها أحد المسجونين الرجال الذي قال بأنه عاش «لافي« كونه يحصل على كل شيء من حبيبته بسجن النساء. السجينات أكثر وحشية من السجناء الرجال تعد السجينات أكثر شراسة وقوة ووحشية من السجناء الرجال حيث أنه وحسب الأخصائيات النفسانيات فإنه عادة ما يندم المسجون الرجل على فعلته أو يحن لعائلته وغالبا ما تراه يبكي ندما لكن العكس يحدث مع العديد من السجينات حيث أنك إذا سألت سجينة عن ما إذا كانت قد ندمت على فعلتها فإنها تجيبك بكل برودة بأنه قضاء وقدر ولا يمكن أن تقضي فترة السجن في البكاء والعويل من أجل شيء اقترفته وانقضى الأمر. اليوم الذي يدخل فيه رجل جناح النساء يوم عيد أفضل يوم بالنسبة للسجينات هو ذلك الذي يدخل فيه مدير المؤسسة العقابية والنائب العام أو وكيل الجمهورية إلى الجهة المخصصة لهن لحضور إحدى الاحتفالات كعيد المرأة أو غيرها حيث تتنافس السجينات على إظهار زينتهن على أمل أن تظفر إحداهن بنظرة إعجاب أحد الحضور. علما أن جناح النساء يكون مغلقا على العالم الخارجي أكثر من سجن الرجال، حيث أنهن لن يتمكن من رؤية رجل واحد إلا بعد عام أو عامين تزامنا مع إحدى المناسبات وتجدر الإشارة إلى أن جناح النساء ممنوع عنه دخول الرجال إلا بالنسبة للمسؤولين وفي وقت محدد أو مناسبة لذلك لن تتمكن السجينات من رؤية أي رجل لمدة طويلة وهو ما يجعلهن متلهفات لأية مناسبة قد ترضي غرورهن الأنثوي عن طريق عرض زينتهن على الرجال. مخالفة القوانين تحوَّل السجينة إلى خادمة داخل السجن إذا كانت الموظفة أو الحارسة التي تحيد عن القوانين وتميل لمساندة إحدى السجينات تتعرض لمكيدة قد تطرد بعدها فإن السجينة التي تدخل السجن لأول مرة وتكون غير معتادة على الجو الداخلي أو لم تستطع التأقلم مع قانون السجينات فإنه يكون عليها أن تقوم بجميع أنواع التنظيف والغسل داخل السجن وقد يصل الأمر إلى غسل ثياب المسجونات علما أن جميع الأخطاء التي ترتكب داخل السجن تقع على عاتقها في حالة وصول الأمر إلى الإدارة. والويل لها إن خالفت القوانين وحاولت التملص من مسؤولية التنظيف والعمل اليومي فعليها أن تستعد لما سيحدث لها ليلا. وهو ما يدفع بالبعض إلى محاولة الانتحار جراء الضغط الذي تتعرض له.