قطع عبد المالك سلال الوزير الاول، أمس، الشك باليقين بعد إعلانه من وهران عن ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية. على هامش افتتاحه الندوة الإفريقية حول الاقتصاد الأخضر بوهران نشط عبد المالك سلال ندوة صحفية، أعلن خلالها عن ترشح بوتفليقة رسميا للانتخابات الرئاسية، وأضاف المتحدث ذاته أن ضمير الرئيس هو من أملى عليه الترشح “لمواصلة وتثمين تطور الجزائر في جميع الميادين” لافتا إلى أن الترشح جاء أيضا بعد المطالب الشعبية التي ألحت عليه من أجل القيام بذلك، مؤكدا أن “بوتفليقة هو القادر الوحيد على ضمان استقرار الجزائر”، وفيما يتعلق بصحة الرئيس أشار سلال أن “الرئيس في صحة جيدة و يتمتع بكل طاقاته الفكرية والرؤية اللازمتين لتولي هذه المسؤولية” وأضاف: “الرئيس ليس ملزما بفعل كل شيء وأن أعضاء لجان المساندة يمكنها التكفل بالعملية”. السعيد بوتفليقة يسحب اليوم 3 ملايين استمارة وكشفت رئاسة الجمهورية أن بوتفليقة سيعبث اليوم شقيقه السعيد نيابة عنه إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلية لإيداع طلب الترشح وسحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية لمن يرغبون في دعمه، وبخصوص هذا الأمر تؤكد العديد من المصادر أن ممثل بوتفليقة سيسحب 3 ملايين استمارة، وذلك كنوع من استعراض للعضلات أمام باقي المترشحين، باعتبار أن كل مترشح عليه جمع 60 ألف توقيع فقط حتى يدخل بشكل رسمي السباق نحو قصر المرادية. سلال وبن يونس سيديران الحملة الانتخابية لبوتفليقة أكدت العديد من المصادر القريبة من محيط الرئيس أن عبد المالك سلال الوزير الأول وعمارة بن يونس وزير التنمية الصناعية و ترقية الاستثمار سيتكفلان بإدارة الحملة الانتخابية لعبد العزيز بوتفليقة، حيث سيتكفل الأول بإدارة الحملة في التراب الوطني فيما ستكون مهمة الثاني إدارة الحملة الانتخابية في الخارج. سيكون على سلال بموجب ذلك التخلي عن منصبه كوزير أول في أجل أقصاه 12 مارس، كما سيتعين عليه، في الأيام القادمة، التخلي عن منصبه كرئيس للجنة المكلفة بالتحضير للانتخابات. يشار إلى أن الوزير الأول سبق له وأن أدار الحملتين الانتخابيتين لبوتفليقة عامي 2004 و2009. يوسف يوسفي يعوّض سلال على رأس الحكومة تكليف الوزير الأول بإدارة الحملة الانتخابية لبوتفليقة سيجبره على ترك منصبه الحالي إلى شخص اخر لتسييره بالنيابة، والأمر ذاته ينطبق على بن يونس، وتتجه الأنظار حاليا إلى يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم ليكون على رأس الوزارة الأولى وذلك ابتداء من تاريخ 12 مارس على أقصى تقدير وإلى غاية انتهاء الانتخابات الرئاسية، فيما يرى المتتبعون أيضا أن حقيبة وزارة الصناعة ستضاف إلى حقيبة وزير اخر في الحكومة الحالية. عمار سعداني: “ترشح بوتفليقة لم يفاجئنا” اعتبر عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن إعلان بوتفليقة ترشحه لم يفاجئهم على مستوى الحزب، لأنهم كانوا على ثقة منه وهو ما أكدوه في العديد من المرات، كما أكد على أن بوتفليقة هو مرشح الحزب العتيد للانتخابات الرئاسية. فريق حملة بن فليس: “ما قام به سلال أثار دهشتنا” حملة المترشح علي بن فليس اعتبرت أن قيام سلال بإعلان ترشح بوتفليقة للانتخابات أثار دهشتهم، لأنه يرأس اللجنة المكلفة بالإعداد للانتخابات ، وهو ما يفرض عليه أن يكون على نفس المسافة من جميع المترشحين، وأضاف أن إعلان الترشح لا يمكنه أن يكون بالوكالة لدى فهم يعتبرون ما قاله سلال غير رسمي، لافتا إلى أن موقف بن فليس من هذا الأمر سيعلن عنه قريبا. النهضة: “بوتفليقة اغتصب الحكم منذ تعديل الدستور ” من جهتها حركة “النهضة” أوضحت على لسان محمد حبيبي المكلف بالاتصال، أن بوتفليقة لم يعلن رسميا ترشّحه للانتخابات من حيث الشكل لأن سلال لا يحق له الإعلان عن ذلك بالنيابة عنه، معتبرة في الوقت نفسه أن بوتفليقة أعلن ترشّحه مدى الحياة لرئاسة الجمهورية منذ تعديله الدستور عام 2008 وإزالة تحديد العهدات الرئاسية،. ال “أر سي دي”: “نقاطع الانتخابات في جميع الحالات” أما التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية )أر سي دي( فأوضح أن العديد من الوزراء ورؤساء الأحزاب أعلنوا قبل أشهر ترشّح بوتفليقة للانتخابات الرئاسية، وقال رئيس الحزب: “نقاطع الانتخابات الرئاسية في جميع الحالات، لأنها ستشهد عملية تزوير واسعة على غرار ما حدث في الانتخابات السابقة، خصوصا وأن النظام رفض تنصيب لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات”. عبد الله جاب الله: “أدعو جميع المترشحين للانسحاب” اعتبر عبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية أن قيام الوزير الأول بالإعلان عن ترشح بوتفليقة دليل على أن هذا الأخير مريض، وطرح سؤالا مفاده: “كيف يمكنه تسيير البلاد إذا كان غير قادر على تسجيل خطاب مدته دقيقتين في التلفزيون؟” وأضاف: “أدعو جميع المترشحين للانسحاب من سباق الرئاسيات كما أدعو الشعب إلى رفضها”. حزب العمال: “الجميع لديه الحق في الترشح” من جهته حزب العمال أوضح على لسان المكلف بالإعلام أن الحزب يرى بأن الجميع حر في الترشح، “المهم بالنسبة لنا هو أن تكون جميع الظروف مهيأة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأن يتم احترام ما يختاره الشعب”.